ثلاثة أسئلة حول الكتاب المقدّس: ما هو؟ من كَتَبَهُ؟ كيف نفهمُهُ؟

إذا ذهبتَ إلى مباراةٍ لكرة القدم، فمن الغريب أن تسمع الحكم أو أحد اللاعبين يقول :"ليس لدينا كرة!" ويزداد الأمر غرابةً إن كان الجواب: "ماحاجتنا لكرةٍ؟! فقط دعونا نواصل اللّعب!"

عندما يتعلّق الأمر بالإيمان المسيحي، فالكتاب المُقدّس هو "الكرة"، وبدونه لامباراة.

إنّ الكتاب المُقدّس هو محور الإيمان المسيحي، لأنّ الله ذاتُه هو المحور. وكما يقول كاتب المزمور "...، لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ." (مزمور ١٣٨: ٢). لايتعبّد المسيحيّون للكتاب المُقدّس – وكأنهم يستبدلون عمل يسوع المسيح بمجموعة من الأوراق المطبوعة أو بوحداتٍ بكسليّة على شاشة عرض! ولكنّنا نكرِّم الكتاب المُقدّس ونوليه اهتمامًا خاصًّا لأنّ معرفة يسوع المسيح وعبادته بالحق تتوقف على إصغائنا إلى كلمته. ولهذا السبب، فمن الضروري معرفة ما هو الكتاب المُقدّس، ومن الذي كتَبهُ، وكيف نفهمه.

ما هو الكتاب المُقدّس؟

في الأساس، فالكتاب المُقدّس هو كلمة الله، ومنه نتعلّم كيف نعرف الله، وكيف نحبّه، وكيف نطيعهُ عن طريق إنجيل يسوع المسيح (يوحنا ٢٠: ٣٠، ٣١؛ ٢تيموثاوس ٣: ١٤- ١٧). لكنّ الكتاب المُقدّس لم يصلْنا مباشرةً من الله دون استخدام الدّور البشري. لأنّ الله، بسيادتِه الخلّاقة، اختار أن يعلن لنا كلمتَه بطريقةٍ فائقة.

الكتاب المُقدّس مكتبة

أولاً وقبل كلّ شيء، فالكتاب المُقدّس عبارة عن مكتبة تتكوّن من ستةٍ وستين كتابًا في مجلّدٍ واحد. كُتبتْ هذه الكُتب الستة والستين في ثلاث لغات (العبريّة، والأراميّة، واليونانيّة) في ثلاث قارّات (أفريقيا، وآسيا، وأوربّا) وكُـتبَ على يد عشرات الكُتّاب عبر آلاف السنين. وينقسم الكتاب المُقدّس إلى قسمين : العهد القديم، ويحتوي على تسعة وثلاثين كتابًا من سفر التكوين إلى سفر ملاخي؛ والعهد الجديد، ويحتوي على سبعةٍ وعشرين كتابًا من إنجيل متّى إلى سفر الرؤيا.

يحوي العهدُ القديمُ جميعَ الكتب التي كُتبتْ قبل ميلاد وحياة وموت وقيامة يسوع. ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء (لوقا ٢٤: ٤٤): الشريعة، وتشمل الأسفر الخمسة الأولى التي كتبَها موسى؛ والأنبياء، وتشمل الأسفار التي تحكي تاريخ شعب الله، إسرائيل، وأيضا الرسائل التي أتى بها الأنبياء إليهم؛ والقسم الثالث هو المزامير (أحياناً يُدعى "الكتابات")، وهي وصف لما تحويه باقي كتب العهد القديم.

ويحتوي العهد الجديد على الكتب التي دُوّنتْ بعد ميلاد وحياة وموت وقيامة الرّبّ يسوع. وتشمل، الأناجيل الأربعة وهي سجلات عن خدمة وموت وقيامة يسوع؛ وسفر أعمال الرُّسل ويسجّل لنا السنوات المُبكِّرة للكنيسة المسيحيّة؛ والرّسائل وهي عبارة عن خطابات أرسلها قادة الكنيسة للمسيحيّين في أماكن مختلفة؛ وسفر الرُّؤيا الذي يسجّل مجموعة من الرؤى الرّوحية التي أُعلنتْ للرّسول يوحنّا.

الكتاب المُقدّس لامثيل له

من الناحية الظّاهريّة، فأسفار الكتاب المُقدّس الستة والستّين بقصصها، وأشعارها، وتعاليمها تبدو متنوّعة، ولكنّها جميعها عبارة عن قصّة واحدة متماسكة تكشف خطة الله لفداء البشر، والتي تصل ذروتَها في يسوع المسيح. في الحقيقة، فالرّبّ يسوع علّم أن جميع كتب العهد القديم التي جاءت قبله كانت عنه هو (لوقا ٢٤: ٢٧، ٤٥– ٤٨؛ يوحنّا ٥: ٣٩). إنّ الله، في الكتاب المُقدّس، كتبَ لحنًا موسيقيًا متناغمًا، كل نغمةٍ فيه تصدحُ بمجد يسوع المسيح.

حيث أنّ الكتاب المُقدّس كلّهُ عن يسوع المسيح، فهو أشبه بكتب الأسئلة التي تحوي الأجوبة في آخرها. شبّهه البعض بالرّواية الغامضة، التي بمجرد الشروع في قرائتها، يصعب ربط أجزائها معًا، ولكن بالاستمرار في القراءة تتكشّف القصّة، وتتلاقى الأحداث معًا، وتكتشف الغاية التي لأجلها كُتبت.

يسوع المسيح هو الجواب الذي في آخر الكتاب. جميع الذين حاولوا قراءة الكتاب المُقدّس من الأمام إلى الخلف استسلموا مبكرًا (غالبًا بمجرد الوصول إلى الشرائع المتعلّقة بالملابس والأطعمة في سفر اللاويين).

فإذا فقدتَ طريقَكَ وأنت تقرأ الكتاب فما عليك إلّا أن تدير عينيك جهة يسوع المسيح فيُعيد إليك توازنك.

في العهد القديم، التنبؤ بيسوع، وفي الأناجيل تحقيق هذه التنبؤات، وفي أعمال الرسل الوعظ بيسوع، وتشرح الرّسائل من هو يسوع، وفي سفر الرؤيا مجيئه المُنتظر. أُنظر إلى يسوع، ترى بوضوح. في كلّ مرّة تضلّ طريقك في الكتاب المُقدّس، حوّل عينيك إلى يسوع، يردّك ثانيةً إلى الطريق.

مَنْ كتبَ الكتاب المُقدّس؟

قام بتدوين الكتاب المُقدّس مجموعة من الكُتّاب في أماكن متنوّعة وأزمنة مختلفة، لكنّه في ذات الوقت كلام الله بالحقيقة. ربما الطريقة البسيطة لشرح هذه الحقيقة هي أن نقول أن الكتاب المُقدّس له مؤلِفان؛ فمن جهةٍ، لله هو الذي كتبه؛ ومن الجهة الاخرى، كُتب بواسطة  بشر.

يكتب الرسول بولس، في ٢تيموثاوس ٣: ١٦ "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ – مُتَنَفَّسٌ به - مِنَ اللهِ،..." التنفُّس الإلهي في هذا العدد صورةٌ لقوّته وسلطانهِ. ويقول المرنّم، في مزمور ٣٣: ٦ : "بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ، وَبِنَسَمَةِ فِيهِ كُلُّ جُنُودِهَا." الـ"كَلِمَة" و الـ"نَسَمَة" في هذا العدد ليسا شيئان مختلفين؛ بل هما شيء واحد. التوازي هو أحد أشكال الشعر العبري، وفيه يكرّر الكاتب نفس الشيء للتأكيد. فعندما يقول الكتاب  أن الله "تنفّس" الكتب المُقدّسة، فهذا يعني أنها كلماتُهُ هو. لكنّ الكتاب كذلك كلام البشر؛ حتّى أنّ الكثير منها يحمل أسماء كُتّابها البشريين – مثل إنجيل لوقا، الذي يبدأ بتقديم معلومات عن لوقا، ولماذا كتبَ، ولمن كتبَ. (أنظر لوقا ١: ١- ٤).

يحلّ الرّسول بطرس هذه المعضلة في رسالته الثانية ١: ٢١، حيث يقول، عن الكتاب المُقدّس، "لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." بكلماتٍ أخرى، كأنّهم رفعوا الأشرعة، والله، بروحه القدّوس، ملأها بالهواء. بعضهم قال أنّ اللّه تكلّم إليه مباشرةً ( مثلاً، إرميا ١: ٤)، لكنّ هذا لايعني أنّهم كانوا مثل الآلة الكاتبة يسجّلون حرفيًا ما يُملى عليهم. لقد كتبوا لزمنهم، ولقضايا عصرهم، ولثقافتهم، كلٌّ بأسلوبه، لكنّهم جميعًا كانوا مسوقين بمشيئة الرّوح القدس.

لقد تنفّس الله الكتاب المُقدّس عبر بشرٍ، صابغًا كلماتهم بسلطانه ومصداقيّته، حافظًا إيّاهم من الخطأ دون محو فرادة شخصياتهم. لا خطأ في قولنا : "الله تكلّم، والبشر تكلّموا". فقد استخدم الله أناسًا دون أن يقهر إرادتهم، أو ملَكاتِهم، فكتبوا كلام الله دون العبث بالرّسالة.

كيف نفهم الكتاب المُقدّس؟

الكتاب المُقدّس نَصٌّ فريد ومقدّس، ولكن هذا لايعني أنّ قراءته وفهمه قاصريَن على المتخصّصين. لا يحتوي الكتاب المُقدّس على معنىً روحيًا باطنيًا خاصًّا يمكن استيعابه مباشرةً باستبعاد الخلفيات التاريخية واللّغوية لكلماته. ولا يلغي هذا وجود الكثير الذي يتحدّانا على اختلاف مستوياتنا العلميّة ويصيب أكثرنا نبوغًا باللعثمة. ولكن المعنى الواضح للنّص هو المعنى الواضح للنّصّ؛ والأشياء الرئيسيّة هي الأشياء الواضحة، والأشياء الواضحة هي الأشياء الرئيسيّة.

فيما يلي ستة مبادئ ستساعدنا للوصول إلى المعنى الواضح لكلمة الله:

١- لا تكتفي بسؤال القسيس

أولاً، إذا أردت إحراز أي نجاح في فهم الكتاب المُقدّس، فالحل ليس "دعنا نرى ما يقوله القسيس." تقع مسؤولية التعليم على الرّعاة (أفسس ٤: ١١، ١٢)، وعليهم أن يعلّموا شعبهم كلمة الله (عبرانيين ١٣: ٧)، لكنّهم ليسوا كلّيّي المعرفة. الرعاة، مثلهم مثل كل المؤمنين، يتعلّمون وينقادون بذاك الذي لديه الأجوبة. نعم، لقد أُعطي الرّعاة امتياز قضاء الوقت في الدراسة أكثر من الآخرين واكتشاف التعليم الواضح في الكتاب المُقدّس – ولكن ليس معنى هذا حرمان الآخرين من فرصة معرفة الله في كلمته بأنفسهم.

على سبيل المثال، يُرينا سفر أعمال الرسل الرسول بولس وهو ينادي بالمسيح في مدينة تُدعى "بِيرِيَّة"، ويمتدح السفر أهل بيريّة أنهم كانوا "... أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟" (أعمال الرسل ١٧: ١١). الوعّاظ هم عامل مساعد رائع، لكنّهم ليسوا كاملين. وأفضل ما يمكنهم عمله هو توجيه الناس إلى كلمة الله الكاملة.

٢- اَبحثْ عن المعنى الأصلي

إذا أردنا تفسير نصٍّ كتابي بمعناه المُباشر، فعلينا أنْ نفسّره من خلال معناه الأصلي. مثلاً، كتب الرسول بولس رسالتيه إلى أهل كورنثوس في زمنٍ محدد ومن مكانٍ محدّد. فعلينا، إذن، أن نفهم مدينة كورنثوس قبل أن نطبّق الرسالتين على كليفلاند Cleveland، ولندن London، وطوكيو Tokyo، ودِلهي Delhi، أو أي مكان آخر يرسلنا الله إليه. قد لانفهم تماماً كلّ التفاصيل التاريخيّة للمكتوب كوننا بعيدون تمامًا عن مكان وزمان الكتابة، – فإن قفزنا مباشرةً إلى واقعنا الحالي، سنصبح عُرضةً لجعل الكتاب يقول ما نريده نحن بدلاً ممّا يقوله بالحقيقة.

٣- مراعاة السياق الأدبي

هناك فرق بين تفسير الكتاب المُقدّس حرفيًّا والمبالغة في حرفيّة التفسير. القراءة الحرفيّة للكتاب المُقدّس تحترم ما قصده الكاتب، الإلهي والبشري. أمّا المبالغة في الحرفيّة فهي إعطاء معنىً حرفيًا لكل كلمة مُفردة.

خُذ مثلاً ٢أخبار الأيام ١٦: ٩: "أَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأرض..." في هذه الحالة، فالمعنى الواضح المباشر هو أنّ الله كُلّي المعرفة ويرى كل شيء، وتمّ التعبير عن ذلك مجازيًا. بالطبع يصبحُ الأمر مُضحكًا لو اعتقدنا أنّ هناك مقلتين عملاقتين تطوفان في مكانٍ ما.

القالب الأدبي مهم. لذا يجب علينا أن نطرح عددًا من الأسئلة الأساسيّة حول النّص الكتابي: ما هو القالب الأدبي؟ هل نتعامل مع شعر أم نثر؟ هل هو مَثَل؟، أم تاريخ؟، أم حديثٌ مطوّل؟ هل هو رمز؟ استعارة؟ تشبيه؟. إنّ تجاهل القالب الادبي يضيّع المعنى. نعم، فبغيتنا المعنى الواضح، لكن ليس بالضرورة أنّ هذا المعنى بهذه الحرفّيّة. ومع ذلك، فالمعنى يتضّح من السياق.

٤- فَسِّر الكتاب بالكتاب

حيث أن الله هو مصدر الكتاب المُقدّس فمن المتوقّع أن يكون به وحدة وانسجام واتّساق ذاتي. وهذا معناه أن الكتاب نفسه يساعدنا في التفسير.

إنّ هذا يبدأ بفهم الغرض الذي يدّعيه الكتاب المُقدّس نفسه، وهذا الغرض نجده في ٢تيموثاوس ٣: ١٥: "... الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."

لنفهم هذا جيّدًا: لقد كُتب الكتاب المُقدّس ليُحكِّمنا للخلاص.

فإذا فسّرنا كل شيء في ضوء خطة الله للفداء بيسوع المسيح، فنحن في وضع جيّد لفهم النصوص، وحتى الغامض منها. (أنظر لوقا ٢٤: ٢٧؛ يوحنّا ٥: ٣٩).

ينطبق هذا المبدأ  كذلك على الأسفار الفرديّة في الكتاب المُقدّس. أحياناً، على سبيل المثال، نصادف تناقضات واضحة، مثل تصريحات بولس ويعقوب المختلفة فيما يتعلّق بالإيمان والأعمال (غلاطية ٢: ١٦؛ يعقوب ٢: ٢٤). لكن في هذه الحالة، إذا التزمنا بمناسبة الكتابة، والغرض، والمحتوى، فسنجد أنّ يعقوب يخاطب أولئك الذين يدّعون أنّهم ليسوا بحاجة إلى الأعمال، بينما بولس يكتب إلى أناسٍ لديهم مشكلة معاكسة تمامًا. إن كان الأمر مازال صعب الفهم، يمكننا النظر إلى النصوص التي تتناول الإيمان والأعمال، مثل رومية ٦، أو يوحنّا ١٥: ١- ١٧. وإذا واجهتك مشكلة صعبة، فعليك أن تلجأ إلى نصوص أخرى تكون أكثر وضوحاً عن المسألة قيد البحث. 

٥- اعتمد على إستنارة الروح القدس

في نهاية المطاف، لايمكن تفسير الكتاب المُقدّس بدون الروح القدس، لأنّ الفهم الصحيح ليس من طبيعتنا. ولهذا السبب بالتحديد يصلّي كاتب المزمور قائلاً :"إكشف عن عينيَّ، فأرى عجائبَ من شريعتِكَ." (مزمور ١١٩: ١٨).  ولذات السبب يوصي الرسول بولس تيموثاوس، "افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ." (٢تيموثاوس ٢: ٧). فبينما يُعمِل تيموثاوس ذِهنَهُ في الكتاب المُقدّس، يأتيه الفهم من الرّبّ. نحن أيضًا، علينا أن نفكّر مليًّا، ونبذل قصارى جهدنا في التأمل، والاستيعاب. لكن، في نهاية المطاف، فالرّب، بروحه القدّوس، هو الذي ينير أعيننا لنرى- "ويحكّمنا للخلاص".

٦- طَبِّق الكتاب بنشاطٍ وفاعليّة

في الختام، نتذكّر أن "كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." (عبرانيين ٤: ١٢). لكل مقطع كتابي معنى واحد واضح، لكن الطرق المتميزة التي يعمل بها هذا المعنى عبر المكان والزمان طرق حيويّة وفعّالة، وتمسّ حياة كلّ واحد منّا أيًّا كان مكانه أو زمانه. ولاتكتمل رحلة التفسير إلّا إذا سألنا: ما الذي يعنيه هذا لحياتي؟ ولعائلتي؟ ولكنيستي؟ ولثقافتي؟

في كل جهدٍ نبذله لفهم الكتاب المُقدّس وكيف يؤثّر علينا وفي عالمنا، علينا دائمًا أن نركّز على الحق الذي نعرفه بمعونة الرّب والذي يقودنا إلى الشركة مع ربّ الكلمة. إنّ الله خالق كل ما كان وكل ما يأتي – من ذرّات الغبار إلى الأجرام السماويّة - تنفّس كلماتِه ذاتها لنا لنتلّذ بها ونتغذّى عليها. يا له من كنز! هذا الكتاب هو سراج أرجلنا، ونور سبيلنا (مزمور ١١٩: ١٠٥)، أغلى من الذّهب وأحلى من العسل (مزمور ١٩: ١٠). نبحث عبثاً عن هذا البريق وعن هذه الحلاوة بعيداً عن كلمة الله – لكن ها هو كلّه أمام أعيننا على صفحات الكتاب المُقدّس!

هذا المقال مُقتبس عن عظة "لمَ الاهتمام بالكتاب المُقدّس؟ – الجزء الأول" لأليستر بيج.


تُرجِم هذا المقال ونُشِر بالاتفاق مع موقع Truth For Life وضمن سلسلة من المقالات القيّمة التي ستقوم خدمة "الصورة" بنشرها باللغة العربية.

يمكنكم قراءة المقال الأصلي باللغة الإنجليزية من خلال الرابط:  Three Questions about the Bible: What Is It? Who Wrote It? How Can We Understand It?