سَبَى سبيًا وأعطى عطايا
لكن ما هو المقصود بالسبي والعطايا التي أعطاها المسيح؟ وما علاقة هذا الكلام بالكنيسة والمواهب والوحدة، بل وبالميلاد!!
- قراءة المزيدحول سَبَى سبيًا وأعطى عطايا
- قرأت 5389 مرة
لكن ما هو المقصود بالسبي والعطايا التي أعطاها المسيح؟ وما علاقة هذا الكلام بالكنيسة والمواهب والوحدة، بل وبالميلاد!!
"إن بعض العقول الواهمة منتفخة بالكبرياء؛ حتى أنهم يرون أنفسهم حكماء جدًّا لدرجة أنهم يحتقرون النظر إلى كلمة الله أو الاستماع إليها أو التعلّم منها. يالها من وقاحة مؤسفة! فلن يمكننا أن نكون تلاميذ ربنا يسوع المسيح حتى ندرك أهمية تأصلنا فيه والاغتذاء به طوال حياتنا." -- كالفن
كل هذه الأعراض تختص بزماننا دون سواه. إنني أتحدى أن يُنكرها أي ملاحظ أمين. تميل هذه الأعراض لوضع اعتداءات العقيدة الفاسدة اليوم في فئة الخطورة الشديدة ولجعل الإعلان القائل: "لا تكونوا محمولين بتعليم غريب!" ذا أهمية كُبرى.
إن كنا غير راضين عن الحالة الحالية للكنيسة، ونعتقد أنّها فقدت رؤيتها... نحتاج أن نستعيد بإيجابيّة ما يجب أن تكون عليه الكنيسة!فما هي الكنيسة إذًا في طبيعتها وجوهرها؟ وما الذي يميِّزها؟ وما هي السمات التي تجعلها مختلفة؟
"عروس المسيح لا يمكن أن تكون زانية بل هي طاهرة ونقية. لا تعرف إلاّ بيتًا واحدًا، وترعى بحشمةٍ عفيفةٍ قدسية فراشٍ واحدٍ. فهي تحفظنا للرب. وتعيِّن الأبناء الذين ولدتهم للملكوت. أيًّا مَن انفصل عن الكنيسة والتصق بزانية هو منفصل عن مواعيد الكنيسة، ومَن تخلَّ عن كنيسة المسيح يفقد مكافآته. فهو غريب، مدنس وعدو.
أتذكّر أنني قمت بحوار مثير للجدل في يوم من الأيام مع صديق كان يعمل ضمن مؤسّسة مستقلة عن الكنيسة... سألته فأجاب بصراحته وشفافيته المعهودة، قائلًا: "إنّني لا أستفيد أي شيء حقًّا من بقية فترة العبادة." فسألته، "هل فكّرت يومًا في الانضمام إلى عضوية الكنيسة؟" أجاب وهو مذهول بشكل حقيقي وضحك ضحكة مكتومة بريئة وقال: "أنضمّ إلى الكنيسة؟ بصراحة لا أعرف سببًا يدفعني للقيام بهذا الأمر. أنا أعرف ما أنا هنا لأجله، وهؤلاء الناس سيُبطئون من مسيرتي فحَسْب."
يشعر المرء إذا نظر لأول أصحاحات سفر أعمال الرسل ورسالة بطرس الأولى أن الكنيسة خلية نحل أو كرة طنَّانة لصنع العسل مكتظة بالشغالات من نحلات منشغلات ذاهبات آيبات. خلية النحل تلك محورية لعمل كل نحلة وهي في ذاتها جزء من العمل. ماذا يخبرنا كل هذا عن علاقة الكرازة والكنيسة؟
"فلم يحدّد لوثر وكالفن بجرأة إصلاح الكنيسة؛ بل خضعا بتواضعٍ لحق الكلمة المُصلِح وقوة الروح القدس المُصلِحة ... فكلمة الله قادرة دائمًا وروحه يعمل باستمرار على تجديد أذهاننا، وتحويل قلوبنا، وتغيير حياتنا."
ينظر (كالفن) إلى أربعة مجالات كبيرة من حياة الكنيسة تحتاج إصلاحاً. ويطلق عليها نفس الكنيسة soul وجسدها body. فنفس الكنيسة مُكوّنة من "عبادة طاهرة وسليمة للرب" و "خلاص البشر". وجسد الكنيسة مُكوّن من "استخدام الفرائض المقدسة" و "حُكم [قيادة] الكنيسة". في رأي (كالفن)، هذه الأمور هي مركز مجادلات الإصلاح. فهي أساسية لحياة الكنيسة ولا يمكن فهمها بشكل صحيح إلا في ضوء التعاليم الكتابية!
حذّر النبي عاموس في عصره من مجاعة قادمة، ومن جفاف مميت سوف يغطي الأرض. لكن لم تكن تلك المجاعة مجرد نُدرة الطعام والماء، لأنها ستكونُ مجاعةً أشدَّ فتكًا. كانت جوعاً لاستماع كلمة الله (عاموس ٨: ١١). من المؤكّد، أن الكنيسة تجد نفسها اليوم في موقف مماثل من حيث الجوع لكلمة الله. وبشكل مأساوي، يتم استبدال الوعظ التفسيري بالترفيه، والعقيدة بالدراما، واللاهوت بالمسرح، والوعظ بالتمثيل...