١٠ أمور يجب أن تعرفها عن أيام يسوع الأخيرة على الأرض

هذه المقالة جزء من سلسلة ١٠ أمور يجب أن تعرفها.

1. قام يسوع في اليوم الثالث كما وعد.

لم تجد النساء اللواتي زُرن قبر يسوع جسدًا مُتحللًا ليدهنَّه، لأن الرب كان بالفعل حيًا. دعا الملائكة ذوو الثياب البراقة تابعات المسيح الخائفات هؤلاء: "اُذْكُرْنَ" كلماته "إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ" (لوقا ٢٤: ٧). أكد القبر الفارغ نبوءات المسيح السابقة بأنه سيتألم ويموت وفي اليوم الثالث يقوم (راجع لوقا ٩: ٢٢). فقد أعلن خطة الله كونه نبيًا حقيقيًا وأتم تلك الخطة كونه الرب والمسيا، ثم كسر يسوع خبزًا وأكل سمكًا مع أتباعه وأراهم يديه ورجليه حتى يُبدِّد شكوكهم ويُثبت أنه كان حيًا حقًا في الجسد (لوقا ٢٤: ٣٥- ٤٣؛ أعمال الرسل ١: ٣).

 

2. المسيح يُتمِّم "كل" الكُتب المُقدَّسَة تتميمًا كاملًا.

نري على طريق عِمواس الرَّبّ القائم من بين الأموات "... يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا ٢٤: ٢٧). بدأ شرحه وتفسيره الموسّع من ناموس موسى مُغطّيًا "جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ". ثم في وقت لاحق، مع تلاميذه المجتمعين استفاض قائلًا: "... هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ." (لوقا ٢٤: ٤٤). وهكذا، فإن لأسفار الكتاب المُقدّس بكاملها من البداية إلى النهاية بؤرةً واحدةً وهي المسيح نفسه. تشتمل "جَمِيعِ الْكُتُبِ" على نبوءات مسيانية صريحة كما على أنماط وظهور قَبْليّ يتوقع مجيء ابن داود الأعظم.

 

3. يسوع يُعطي شعبه القدرة على فهم تعاليمه.

لم يفتح الرب القائم من بين الأموات الأسفار المُقدَّسة لتلاميذه فحسب، بل فتح أذهانهم أيضًا لفهم شهادة الأسفار المُقدَّسة عنه. لاحظ أنه على الرغم من أن التلميذَين المُسافرَين على طريق عِمواس يسيران ويتحدثان مع يسوع، لكن "أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ." (لوقا ٢٤: ١٦)، مما يُذكِّرنا بمشاهد سابقة في الأناجيل حين أخفق تلاميذ المسيح في فهم نبوءات ربّهم باقتراب تألّمه وقيامه مرة أخرى من بين الأموات (لوقا ٩: ٤٥؛ ١٨: ٣٤). اقتضى احتياج التلاميذ أن يزيل يسوع الغشاوة المانعة اعينهم عن الرؤية، وهذا ما فعله في (لوقا ٢٤: ٣١): "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ...،". نجد الفعل "فَتَحَ" ثلاث مرات في لوقا ٢٤ لتسليط الضوء على حاجة التلاميذ المزدوجة للإعلان والقبول. يوضِّح المسيح الرسالة المركزية للكتاب المُقدّس ويمنح تلاميذه القدرة الروحية لإدراك تعاليمه. نحتاج أن يفتح يسوع كلمة الله أمامنا وأن يفتح قلوبنا نحن على الكلمة.

 

4. يُعطي يسوع تلاميذه هوية جديدة "كشهود".

عيَّن يسوع أتباعه شهودًا، شهدوا تعاليمه، وأعماله المُقتدِّرة، وصلبه المروَّع، وانتصاره المجيد على الموت. ويجب أن يتحدث الشهود بصدق عما رأوه وسمعوه. يقول يسوع: "وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ." (لوقا ٢٤: ٤٨)، وبعد ذلك، "...، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." (أعمال الرسل ١: ٨). تتفق هذه الإعلانات اتفاقًا وثيقًا مع نبوءات إشعياء بأن شعب الله سيكونون شهودًا لذراع خلاصه (إشعياء ٤٣: ١٠- ١٢؛ ٤٤: ٨). كشهود للمسيح، يشهد الرسل أن المسيا مات وقام ثانيةً كما وعد الله في الكتاب المُقدّس (أعمال الرسل ١٠: ٣٩- ٤٣).

 

5. يَعِد يسوع قوةً إلهيةً لشعبه.

وعَدَ الرّبّ القائم من بين الأموات أن يُرسِل الروح القُدُس لتقويّة شهوده وتمكينهم للقيام بإرساليتهم. يُسجِّل لوقا ٢٤: ٤٩ وصايا الرب يسوع الأخيرة لأتباعه: "وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي." تنظر هذه الكلمات إلى العهد القديم وتتطلع إلى سفر أعمال الرسل. يسوع يدعو الروح القُدس "مَوْعِدَ أَبِي"، أي وعد الآب لتثبيت النبوءة القديمة بسكيب الله روحَه وتخليص شعبه (راجع إشعياء ٣٢: ١٥؛ يوئيل ٢: ٢٨- ٣٢).  في يوم الخمسين، يُعلن بطرس أن الرّبّ القائم من بين الأموات نفسه قد سكب الروح القُدس في الأيام الأخيرة تمامًا كما تنبأ الأنبياء (أعمال الرسل ٢: ١٦- ٢١، ٣٣). وهكذا، يزوِّد المسيح شعبه بقوة خارقة للطبيعة لإتمام الإرسالية باسمه (أعمال الرسل ١: ٨).

 

6. يضع يسوع لإرسالية الكنيسة أساسًا في الكتاب المُقدّس.

من المعروف أن يسوع قد أعلن أنه "... لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي..." (لوقا ٢٤: ٤٤). لكنه لا يختتم شرحه وتفسيره للأسفار المُقدّسة بموته وقيامته، لكنه يستمر في إظهار أنّ إرسالية الكنيسة تُتمِّم خطة الله القديمة. تأمل الملخَّص الذي قدَّمه المسيح وهو ذروة كلامه في لوقا ٢٤: ٤٦، ٤٧:

"... هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ."

يربط حرف العطف "و"، الرسالة عن المسيا مع الإرسالية "بِاسْمِهِ" لجميع الأمم - كلاهما "مَكْتُوبٌ" في العهد القديم وقد تحقَّق في العهد الجديد، ما يعني أن إرسالية الكنيسة لا تبدأ فقط بالإرسالية العُظمى، ولكنها ترتكز على قصة الكتاب المُقدّس المجيدة وترتبط على وجه التحديد بالعبد المسياني الذي سيتمِّم "إِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ" ويكون "نُورًا لِلأُمَمِ"، وموسِّعًا خلاص الله "إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (إشعياء ٤٩: ٦). يُتمِّم المسيح هذه النبوءة، ويشترك شعبه في إرساليته، إرسالية العبد الخادم إلى الأمم (أعمال الرسل ١: ٨؛ ١٤: ٤٧).

 

7. الإعلان هو مِحوَر رسالة الكنيسة.

لا تشرح كلمات الرّبّ القائم من بين الأموات الأخيرة في لوقا ٢٤ خطة الله التي تتكشف فحسب، بل تَدفَّع شعبه أيضًا إلى التحرُّك والعمل. يؤكد يسوع حقيقة الكرازة: " يُكْرَزَ (يُعلن) بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ" (لوقا ٢٤: ٤٧)، ما يعني بوضوح أن الكارزين والوعاظ سوف يُعلنون هذه الرسالة. إعلان الأخبار السارة كان محورًا أساسيًا لإرسالية المسيح (راجع لوقا ٤: ١٨، ١٩؛ إشعياء ٦١: ١، ٢)، والشهود في أعمال الرسل يعلنون الخلاص باسم المسيح وحده لليهود والسامريين والأمم. فيما نشترك في إرسالية المسيح، يجب أن نحفظ -أو ربما نستعيد- الأولوية المركزية التي يعطيها العهد الجديد للإعلان فيما يخص إرسالية الكنيسة.

 

8. يُوضِّح تعليم يسوع في الأناجيل مُلخَّصه في لوقا ٢٤.

قرأ كثيرون لوقا ٢٤ وتاقوا لو أمكنهم التنصُّت على درس الكتاب المُقدّس الذي شرحه المسيح على طريق عِمواس، عندما أبتدأ "... يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا ٢٤: ٢٧). وبينما يُقدِّم المقطع مُلخَّصات شامِلة بدلًا من مراجع مُحددِّة، إلا إن تعليم يسوع في وقت سابق من الإنجيل يوضِّح بإسهاب قوله الموجز بأن أسفار "مُوسَى وجَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ" تشير إليه وإلى الإرسالية باسمه. تنبأ رّبّنا مرارًا وتكرارًا بآلامه وقيامته المتمِّمة للكُتب المقدسة. استشهد المسيح بإشعياء ٦ ليُرِي مستمعيه أن خدمته استمرار لما يلاقيه الأنبياء من إهانة (لوقا ٨: ١٠). وشرح أسبوع الآلام بكلمات مزمور ١١٨: "... الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ" (لوقا ٢٠: ١٧). وأكَّد على نبوءة إشعياء عن عبد الرب انه "... يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ..." (لوقا ٢٢: ٢٧). هذه الأمثلة وغيرها من تعليم المسيح ووعظ الرسل لا توضِّح فقط أن الرّبّ يتمِّم الكُتب المُقدّسة، ولكن توضح كيفية تتميمّه وتحقيقّه لها.

 

9. نماذج التفسير الكتابي على شاكلة يسوع بعد عِمواس.

يشرّح يسوع بوضوح رسالة الكتاب المقدس "الْمُخْتَصَّةَ بِهِ" في لوقا ٢٤. كما يقدِّم نموذجًا لقراءة الكتاب المُقدّس الأمينة التي يتبعها تلاميذه في سفر أعمال الرسل. يستشهد شهود يسوع -مثل بطرس وفيلبس وبولس- بكثير من نصوص العهد القديم نفسها التي يشير إليها رّبّهم في الأناجيل (على سبيل المثال، المزمورين مزمور ١١٠؛ ١١٨؛ إشعياء ٦؛ ٤٩؛ ٥٣) فيما يشرحون عمل المسيح ويشتركون في إرساليته. على سبيل المثال، يلخص بولس الرجاء الكتابي للمسيا والأمم في أعمال الرسل ٢٦: ٢٢، ٢٣:

"فَإِذْ حَصَلْتُ عَلَى مَعُونَةٍ مِنَ اللهِ، بَقِيتُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، شَاهِدًا لِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ. وَأَنَا لاَ أَقُولُ شَيْئًا غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ الأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ: إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ، يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، مُزْمِعًا أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلأُمَمِ."

إن إشارة بولس إلى إتمام العهد القديم، وآلام المسيح، وقيامته من بين الأموات، وإعلان الأمم كلها توازي كلمات المسيح في لوقا ٢٤: ٤٤- ٤٧. يُظهر سفر أعمال الرسل وأسفار العهد الجديد الأخرى أن الرسل وشركاءهم يسيرون على خطى نموذج المسيح في تفسير الكتاب المقدس عندما يعلنون الإنجيل باسم يسوع بين الأمم.

 

10. الرب القائم من الأموات يستحق العبادة.

ينتهي لوقا ٢٤ بسرد موجز لصعود يسوع إلى السماء:

"وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ. وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ ٱللهَ" (لوقا ٢٤: ٥٠- ٥٣).

لاحظ كلمة "فَسَجَدُوا" أي تعبَّدوا له (باليونانية proskyneō) في لوقا ٢٤: ٥٢، والتي تعكس خضوعًا وتوقيرًا لله أو لشخص في منزِلة عالية. يرِد المصطلح مرة واحدة أخرى فقط في إنجيل لوقا في مشهد التجربة. يَعِد الشيطان يسوع قائلًا: "فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ"، لكن يسوع أجاب بكلمات سفر التثنية: "... لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ." (لوقا ٤: ٧، ٨). وهكذا، فإن الإله الواحد الحقيقي يستحق العبادة، بينما يتعيّن على المخلوق تقديم -لا تلقي- مثل هذا العبادة الموقّرة، كما نرى في موت هيرودس المفاجئ (راجع أعمال الرسل ١٢: ٢١- ٢٣). في لوقا ٢٤، اعترف التلاميذ -واعترافهم حقٌ- بأن يسوع هو الرّبّ القائم من بين الأموات، وهكذا "سَجَدُوا لَهُ" أي قدَّموا له العبادة. يشترك المسيح في اسم الله "الرّبّ"، فهو يفعل ما لا يستطيع غيره فعله، وبالتالي فهو مستحق سجود شعبه وعبادتهم.

بريان جي. تاب هو مؤلف كتاب "بعد عمواس: كيف تتمم الكنيسة إرسالية المسيح".


تُرجِم هذا المقال ونُشِر بالاتفاق مع موقع Crossway.org، ويمكنك قراءة المقال الأصلي باللغة الإنجليزية من الرابط التالي: 10 Things You Should Know about Jesus’s Final Days on Earth