ليكن أناثيما

يكتب الرسول بولس وقلبه يكاد ينفطر على الذين يتحولون عن إنجيل النعمة المجانية إلى إنجيل آخر، ويقول لهم مُتعجبًا: " ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم ، فليكن أناثيما" (غلا ١:‏٨) .

وكلمة أناثيما تعني "ملعون"، أو "محروم" ، أو "محفوظ للهلاك".  ويريد الرسول بولس أن يقول لنا بعض الأفكار عن النعمة من خلال هذا الجزء فى (غلا ١:‏٦‑١٠).

  • أن الإنجيل الذي نادى به الرسول بولس هو إنجيل النعمة المجانية، أي أن الخلاص هو بنعمة المسيح
  • والنعمة تعني ببساطة عطية الله لخطاة غير مستحقين، ولعل كلمتي "نعمة"، و"عطية " تتخذان خطين متوازيين معًا، لأن الخلاص هو عطية الله من خلال نعمته. (أف ٢:‏٨‑١٠) .
  • كل مايمكن للإنسان أن يعمله لايستطيع أن يستحق لأجله رضى الله. فالإنسان لايستحق محبة الله، وما على الإنسان إلا بأن يلقى بنفسه تمامًا في أحضان حب الله ورحمته.
  • نحن لا نخلص بالنعمة فقط (أف ٢:‏٨‑١٠)، ولكننا نعيش بها (١ كو ١٥:‏١٠)، ونقيم فيها ( رو ٥:‏١‑٣ ) ، ونتقوى بها ( ٢ تى ٢:‏١‑٤ ) ، وأيضًا النعمة تمكننا من تحمل المعاناة دون تذمر، بل ونستخدم هذا الألم لمجد الله ( ٢ كو ١٢:‏١‑١٠ ) .
  • يقول الرسول بولس هنا للذين دعاهم الرب بنعمته وخلصهم من خطاياهم، كيف لهم أن يتحولوا عن النعمة إلى الناموس، ويتركون الحرية إلى التقليد، لقد خدعوا بتعليم المتهودين تمامًا مثلما ينخدع الطفل الصغير الذى يتبع شخصًا غريبًا لا يعرفه، لأنه أعطاه بعض الحلوى! .
  • عندما يتحول المؤمن عن الحياة بنعمة الله، ويعتمد على قوته الذاتية، فهذا يؤدى به إلى الفشل والإحباط وهذا ماقصده الرسول بقوله "سقطتم من النعمة" ( غلا ٥:‏٤ ) "أي خرجتم من دائرة النعمة إلى دائرة الناموس ، وتوقفتم عن الإتكال على المصادر الإلهية واعتمدتم على مصادركم الذاتية فقط " .

في النهاية دعني أقول لك، لقد أعلن الرسول بولس الحرب ضد المعلمين الكذبة، الذين نادوا بإنجيل آخر غير إنجيل النعمة. لأنه أحب الحق، وأحب الذين قادهم للمسيح، ووصف كل من ينادي بإنجيل آخر كاذب، غير الذي بشر به وهو إنجيل الخلاص بنعمة المسيح وصفه ب "أناثيما" أي "ملعون".

  • هل تهتم بالشعبية وإلتفاف الناس من حولك وتقدم الإنجيل الذي يرضيهم، أم تهتم بإخلاصك وأمانتك لكلمة الله؟
  • إن خدام الله مجربون دائمًا بأسلوب الحل الوسط من أجل إرضاء الناس، فهل أنت من هذا النوع؟
  • ماهو الإنجيل الذى تنادى وتبشر به ؟ هل عرفته، وهل قبلته واقتنعت به، وهل عزمت أن تبشر به مفتخرًا؟ . اقرأ عن هذا الإنجيل في (١ كو ١٥:‏١‑٤).