صورة الله

"سَافِكُ دَمِ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لِأَنَّ ٱللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ ٱلْإِنْسَانَ" (تكوين 9: 6)

درسنا المرة السابقة بعض العبارات التي تتنافس على تعريف الإنسان في تاريخ الفكر الغربي. لكن لأننا تلاميذ ليسوع، يجب علينا أن نهتم أولاً وقبل كل شيء بما تقرره كلمة الله عن كينونتنا. لقد درسنا بالفعل تكوين 1: 26-27، وهو أحد أهم النصوص المتعلقة بعقيدة الإنسان في كل الكتاب المقدس. يخبرنا موسى في هذه الأعداد أن الله خلق الإنسان على "صورته" على "شبهه" (العدد 26).

ميّز البعض بين "صورة" الله و"شَبَهه" في البشر عبر تاريخ اللاهوت المسيحي. غالبًا ما يذكر اللاهوت الكاثوليكي التقليدي أن "الصورة" تشير إلى قدرتنا على اتخاذ قرارات عقلانية، بينما يشير "الشَبَه" إلى هبة إضافية من البِرّ مُنحت قبل السقوط. يؤكد هذا الرأي أنه بالسقوط أضاع آدم "شبه الله" فقط (لكنه احتفظ "بصورة الله"). وعلى جانب مقابل، اتفق البروتستانت إلى حدٍ كبيرٍ على أنه لا يمكننا التفريق بين "صورة" و "شَبَه" الله في البشرية، لأن كلا المصطلحين يشير إلى الشيء نفسه - أي قدرتنا أنَّ نعكس شخصية الرب المقدسة.

ندرس هذه الفكرة المهمة بتفصيل أكبر في الأسبوع القادم. أما الآن فسنرى كيف أن حقيقة خلق الإنسان على صورة الله (imago Dei) تبيِّن لنا العديد من النقاط الهامة:

 *صورة الله (imago Dei) تعني أن الإنسان ليس الله.

بما أن الإنسان يعكس الله، إذًا هو ليس الله. نحن مخلوقات وعليه نحن معتمدون، محدودون، ومستمَدون (أي نستمد وجودنا واستمرارية الوجود من الله). علاوة على نخضع للمساءلة أمام الله (أي سنُعطي حساب عن حياتنا). وهو لا يخضع لمساءلتنا (أيوب 38-42).

*صورة الله (imago Dei) تميِّز الإنسان عن الحيوانات.

نحن خاضعون للرب، لا لوحوش البرية وطيور السماء. والأكثر من ذلك، أنه للإنسان أُعطيت السيادة على المخلوقات الأخرى التي صنعها الله (تكوين 1 :28). يجب أن نتسلط بحكمة ورأفة لأننا سنعطي حساباً عن كل تجاوزاتنا، البيئية وغيرها (لاويين 25: 1-7؛ تثنية 25: 4). وبينما يتمتع البشر بقيمة أعظم بكثير من الحيوانات، إلا أن أولئك الذين لا يؤيدون الإجهاض (مثلًا)، ولكن يخفقون كوكلاء عن خليقة الله، سيُساءَلون عن خطاياهم.

في محضر الله Coram Deo

لم تدمّر الخطية صورة الله في الإنسان. يخبرنا مقطع اليوم أنه حتى بعد السقوط، لا تزال البشرية مخلوقة على صورة الله. لا يزال كل الناس، بطريقة ما، يعكسون كرامة الله، بغض النظر عن عمق التشويه الذي ألحقناه بهذه الصورة. وعليه فإن كيفية تعاملنا مع الآخرين تكشف فكرنا عن خالقنا. إذا كنت قد عاملت أحدًا بوحشية وقسوة قبلاً، فاذهب إليه معتذرًا وتذكر أنك إذا قسوت على "صورة الله"، فأنت تخطئ مباشرة إلى الله (يعقوب 3: 7-10).

بعض المقاطع لاستكمال الدراسة:

مزمور 49، نشيد الأنشاد 4: 1-16، إشعياء 14: 12-21، متي 12: 9-14


نُشر هذا المقال أولًا كتأمل في مجلة تيبل توك TableTalk، وتُرجِم بإذن من خدمات ليجونير. يمكنكم قراءة النسخة الإنجليزية من الرابط التالي The Image of God