(لوقا ٢٣: ٢٥)
"فَأَطْلَقَ لَهُمُ ٱلَّذِي طُرِحَ فِي ٱلسِّجْنِ لِأَجْلِ فِتْنَةٍ وَقَتْلٍ، ٱلَّذِي طَلَبُوهُ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ."
لما بنسمع ونقرأ قصة المسيح في الأناجيل، بننبهر بمعجزاته وتعاليمه ووقوفه قصاد التدين الزائف، ومحبته للخطاة إهتمامه بخلاصهم، من غير ما يتهاون مع خطيتهم.
القصة بتفضل جميلة لغاية ما نقرب من الصليب، فساعتها أوقات كتير بيبقى جوانا نفس إعتراض بطرس لما سمع المسيح بيقول إنه لازم يتألم ويموت، وبنبقى عايزين نقول "... «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لَا يَكُونُ لَكَ هَذَا!»" (متى ١٦: ٢٢). صليب إيه بس يا رب، ما كده الأمور جميلة، مابلاش الصليب والألم ده يا رب!
ولما بنيجي لمشهد المحاكمة، بنبقى عايزين بيلاطس اللي في إيده القرار بصلب المسيح من عدمه، يعمل أي حاجة يوقف المهزلة اللي اليهود بيعملوها علشان يقتلوا المسيح، لكن للأسف بنلاقي بيلاطس نفسه بيشترك معاهم فيها.
ومن أصعب المشاهد اللي ممكن تستفزنا في محاكمة المسيح، هو لما بيلاطس حاول ينقذ المسيح فحطُه هو ومجرم قاتل اسمه باراباس قدام الشعب، وقال ليهم أنا هطلق ليكم سراح واحد فيهم في العيد زي عادتكم: واحد من دول هيطلع براءة والتاني هيتقتل، تحبوا مين ياخد براءة فيهم؟! تخيلوا يسوع قدام باراباس! المقارنة تجنن فعلًا، هو ده محتاج سؤال؟ لكن الشعب في شره وكراهيته للمسيح طلب إن باراباس اللص القاتل يُطلق سراحه والمسيح يُصلب! (لوقا ٢٣: ١٧-٢٥)
مشهد غريب مش كده؟ بس بصراحة المشهد ده بيحكي حكايتنا إحنا كمان.
كل اللي آمن بالمسيح أخد براءة، والمسيح هو اللي إتحاكم بداله! كل اللي آمنوا بالمسيح زي باراباس بالظبط، هُمَّ اللي كانوا يستاهلوا أبشع عقوبة. لكن المسيح البار اللي مفيهوش ولا خطية هو اللي تحمّل العقوبة دي عنهم.
مين يقدر يقول النهاردة أنا باراباس، أنا بقيت حرَّ مع إني استاهل الموت، والمسيح مات مكاني مع إنه هو البار.
الله في محبته أرسل ابنه علشان يموت بدل الفُجَّار ما يموتوا! "لِأَنَّهُ جَعَلَ ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ ٱللهِ فِيهِ." (٢كورنثوس ٥: ٢١).
- قرأت 991 مرة