(١يوحنا ٢: ١)
"يَا أَوْلَادِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لَا تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ ٱلْآبِ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلْبَارُّ."
من معاني الشفاعة إن شخص يتوسط بين طرفين علشان يصالحهم مع بعض، لكن كمان من ضمن معاني الشفاعة، إن شخص يقف في صف حد علشان ينوب عنه ويدافع عنه.
فالمسيح مش بس وقف كوسيط بيننا وبين الله، لكنه كمان إتقدم وإتحد بينا وبقي واحد مننا وهو بيقترب للآب. فهو مش بس وسيط لكنه كمان شفيع، يعني محامي أو مُدافع بالنيابة عننا. وهو بينوب عننا مش بس بصفته محامي لكن لإنه مُتحد بينا وحاسس بينا.
الجميل إن يوحنا بيقول: "... وَإِنْ أَخْطَأَ… " أي واحد من شعب الله لو أخطأ فالمسيح شفيعه، ومش بيقول "هيكون" له شفيع لكن بيقول لينا شفيع.
كل واحد في المسيح النهاردة ودلوقتي له شخص بيدافع عنه وبيتكلم بالنيابة عنه دلوقتي!
طيب ليه الشفيع ده مهم؟ يوحنا بيقول لينا لإنه بار، هو بس البار، إحنا مش أبرار، لكن هو بار... بالنسبة لينا، حتى أفضل توبة ممكن نقدمها، فهي متلطخة بخطايانا ومحتاجة في حد ذاتها غفران. علشان كده مانقدرش نقرب من الله من غير شفيع. المذهل بقى إن الشفيع ده إحنا ماحاولناش نوصلُّه ونطلب منه إنه يقوم بالدور ده، لكنه هو اللي جه ودور علينا!
طيب هو المؤمنين لسه محتاجين حد يشفع فيهم، مش المسيح خلاص مات علشان كل خطايانا؟ في الحقيقة لما بنآمن، وطول ما إحنا هنا على الأرض، إحنا مش بنبطل نعمل خطية، ده كمان احساسنا بالخطية وبقبحها بيزيد. وللأسف ساعات بنعمل خطايا كبيرة مكُناش نتوقع إننا نعملها. علشان كده إحنا محتاجين شفاعة المسيح. لولا شفاعة المسيح كنا زماننا يأسنا من نفسنا. كتير بنخذل المسيح حتى كتلاميذ، لكن شفاعته أعظم من خطايانا. صوت شفاعته أعلى بكتير من أصوات فشلنا.
لما بنعمل خطية إحنا بنتصرف عكس هويتنا كأبناء لله، وكإننا بنتخلى عن هويتنا، لكن المسيح شفيعنا مستحيل يتخلى عننا. أيوة، المفروض نفتكر إننا مُبررين ومقبولين قدام الله بسبب عمل المسيح، لكن كمان لازم نتفكر إن شفيعنا واقف قدام الله يدافع عننا على حساب آلامه وموته لأجلنا!
للأسف أوقات كتيرة لما بنغلط، بنحاول ندافع إحنا عن نفسنا ونجيب مُبررات للي عملناه، كل البشر كده بالطبيعة، مفيش حد محتاج يعلِّم الأولاد الصغيرة يدافعوا عن نفسهم لما يغلطوا. ففسادنا مش بس بيبان لما بنغلط، لكن كمان في ردود فعلنا لما بنغلط، بنحاول نقلل من الموضوع وندوَّر على أعذار ونشرح، بإختصار بنحاول ندافع ونشفع لنفسنا...
لكن فهمنا لحقيقة إن المسيح شفيعنا، هي دعوة ليك إنك ماتحاولش تدافع عن نفسك أو تقلل من خطيتك، إعترف بيها وخدها للشفيع اللي جالس في يمين عرش الله بيشفع فيك ويدافع عنك على أساس جراحه وموته لأجلك. في وقت يأسك وخوفك وفشلك من نفسك إجري عليه، على يسوع المسيح البار.
- قرأت 1219 مرة