(١كورنثوس ١: ٣٠، ٣١)
"وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ ٱللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَنِ ٱفْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بالرَّبِّ."
إيه اللي يخلي مجموعة من البشر في أماكن وأزمنة مختلفة على مرَّ ٢٠٠٠ سنة يحتفلوا بموت شخص بأداة قتل عنيفة؟ مشهد الصليب مليان عنف ودم وسخرية وقسوة وخيانة وحاجات كتير مؤلمة جدًا. ومع ذلك المشهد ده هو اللي بيفتخر بيه المسيحيين وبيعتبروه رمز ليهم! في الحقيقة مش هما بس لكن المسيح نفسه كان دايمًا يتكلم عن الصليب ويقول إنه لازم يحصل.
بنقرا في الكتاب المقدس إنه ثَبِّت وجهه نحو أورشليم، وهو عارف إنه رايح يتعلق للصليب. بعد قيامته من الموت، أصرَّ التلاميذ على الكرازة برسالة الصليب، بالرغم من التريقة والسخرية اللي سمعوها بسبب رسالتهم. بولس الرسول بيقول "...، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،… » (غلاطية ٦: ١٤).
ليه كل ده؟ هل دي مُتعة بالألم مثلًا؟ إزاي نفتخر بأداة موت رهيبة بالشكل ده؟
في الحقيقة كلمة الله بتجاوب على الأسئلة دي.
الرسول بولس بيقول لينا إن الصليب هو قوة الله وحكمة الله، اللي من خلاله الله صالحنا لنفسه. الصليب بيقول لينا عمق الذنب البشري، وبيورينا غضب الله على الخطية. الطريقة الوحيدة اللي ممكن يتبرر بيها الفاجر ويتصالح مع الله، هو موت المسيح على الصليب. فلو في أمل في وجود علاقة وشركة بين الخطاة والله القدوس اللي بيكره الخطية، كان لازم مشكلة خطيتهم تتحل الأول. فلو كان الله سامحنا من غير تمن كان يبقى بيناقض نفسه، لإنه بيقول الخطية تمنها هلاك، وبعدها يسامحنا بدون أي تمن. لكن الله تعامل مع غضبه وعدله اللي بيطالب بتمن لخطايانا بمحبته، وأرسل ابنه علشان يتحمل دينونة خطايانا.
لكن كمان المسيح مات علشان يدينا قلب جديد! قلب يحب ربنا ويحب وصاياه، مش علشان خايف منه لكن لإنه ممتن له. وفي الحقيقة المحبة دي مكانتش ممكن تحصل أبدًا من غير ما مشكلة غضب الله تتحل. إزاي كُنَّا ممكن نحب الله وهو غاضب علينا وإحنا في عداوة معاه؟ لكن لما نشوف ذنوبنا وخطايانا وشرورنا بيدفع المسيح تمنها بموته، ولما بنشوف الله في محبته بيقول ماتخافش الدينونة اللي إنت تستحقها تحملها المسيح، وإن آمنت بيه، كل خطاياك تغفر.
لما بنشوف المحبة دي بإيمان ونتكل على عمل المسيح العظيم، مانقدرش مانحبهوش، ونقول مع الرسول يوحنا: "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا." (١يوحنا ٤: ١٩).
- قرأت 1136 مرة