لقاء المسيح في الكنيسة

يتناول جميعنا وجبات طعام كل يومٍ. هذه الوجبات عادية، ولكنها توفّر الطعام الذي نحتاجه للعيش، ونحن شاكرون عليها. ولكن، هناك شيء خاص حول الدعوة إلى وليمة عيد، وكلنا نُحِب أن نُدعى إلى وليمة العيد. قد يكون حفل زفاف أو وقت مع عائلتنا، ولكن أيًّا كان السبب، نحن نُحب ولائم الأعياد. وليمة العيد هي الطاولة الملآنة بوفرةٍ من الطعام والعديد من أنواع الطعام المختلفة أيضًا، فهي أكثر من الوجبة اليومية العاديّة التي نأكلها. إنها الكثير من الطعام اللذيذ.

يُخبرنا إنجيل يوحنا 17 : 3 أن الحياة والحياة الأبديّة هما في معرفة الله، وإبنه الذي أرسله. إنجيل يوحنا ١٧: ٣ "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ".

نحن كمؤمنين لنا إمتياز معرفة المسيح، ولأننا "نعرفه" يمكننا أن نكون معه كل يوم، وهذا هو الفرح العظيم من وراء معرفة الله. شكرًا لله أنه يتواصل معنا كل يوم. ولكن الله لا يُوفِّر لنا "خبزنا اليومي" فقط، فهو يُوفِّر لنا وليمة عيد بشكلٍ مُنتظم. هذه الوليمة هي الاجتماع مع شعب الله للعبادة معًا في الكنيسة.

عندما يجتمع شعب الله، يُطعِمهم الله بطرق عديدة ووفيرة. فإنه لأمرٍ مدهشٍ أن نُفكِّر كيف أن المسيح يجعل نفسه مُتاحًا لنا بسخاءٍ في العبادة. نعم يمكننا التواصل مع الله يوميًّا. نعم نحن نعبده ونقرأ كلمته يوميًّا. ومع ذلك، فإن جمال العبادة الجماعيّة هو أن الله في المسيح مُتاح لنا دائمًا وبسخاءٍ شديد.

يكشف الكتاب المُقدّس لنا عن الطرق المختلفة التي يُقدّمها لنا المسيح بطريقة خاصة وجزيلة عندما نلتقي معًا في العبادة.

لقد وعدنا الله أنه عندما نجتمع مع شعبه، فهو معنا. مت 18: 20 "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». " 1كو 3: 16 يتحدث عن الجسم كله عندما يقول "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" يتواجد الله مع شعبه بطريقة خاصة عندما نلتقي لنعبده، ونحن نتغذى على المسيح في العبادة. يقول مزمور 22 : 3، أن الله يسكن (أو يملك) في عبادة شعبهِ.

يُخبرنا الله أيضًا أنه حاضر في وعظ الكلمة. في كولوسي ٣: ١٦ "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ." وأيضًا في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ١: ٢٣ "ولكننا نحن نكرز بالمسيح". فالمسيح، الكلمة الأبدية، موجود عندما يُكرَز بكلمته لشعبه. عندما نجتمع معًا، لدينا أيضًا إمتياز المشاركة معًا في عشاء الرب. قال المسيح أنه عندما نتشارك في عشاء الرب فنحن نتشارك فيه روحيًّا (لو 22: 19). فليس جسده المادي هو ما نشترك فيه، ولكننا نتغذّى عليه روحياً بالإيمان.

يالها من وليمة يُقدّمها الله لنا! هي أيضًا وليمة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر إلّا عندما نجتمع معًا في العبادة. فعندما يلتقي شعب الله معًا ليعبدوه، يوجد هو في وسطهم بكل غناه وفيضه. وهو يدعونا إلى هذه الوليمة كل أسبوع. إن يوم الرب هو يوم إجتماع شعب الله، عندما نرفع اسم الله في الشكر، وعندما نقرأ ونسمع كلمة الله، وعندما توعَظ كلمة الله ونشترك معًا في عشاء الرب، هذا هو المكان الذي نجد فيه المسيح بطرق عديدة ومليئة بفيض.

يا له من فرحٍ وإمتيازٍ أنَّ الله يُقدّم ذاته لنا. يا لها من صورة جميلة لله، نراه فيها مُقدّمًا لنا ذاته بطرق عديدة ومختلفة. يا له من إلهٍ كريمٍ يجعل من نفسهِ معروفًا لنا بقوة. هذه هي الحياة الأفضل (الفيّاضة) التي يُقدّمها الله لنا (يوحنا 10: 10). يدعوك الله إلى هذه العيد كل أسبوع، فلا تُفوِّت الوليمة التي يُقدّمها الله. تعالوا تعبَّدوا، تمتَّعوا، خُذوا، واغتذوا بالمسيح في العبادة مع إخوتنا وأخواتنا.