رومية 1: 1-7
"بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ، الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ" (الأعداد 1- 3)
إن قُمنا بعمل قائمة بالنصوص الكتابيّة التي تُقرأ بشكلٍ متكرر ويوعَظ بها خلال فترة عيد الميلاد، ففي الغالب لن نُدرج مقطع اليوم في هذه القائمة. ففي النهاية، لا يحتوي هذا المقطع على قصة ميلاد المسيح ولا أيّ تفاصيل عن أمّه مريم، ولا الرجل الذي تبنَّاه، يوسف. ومع ذلك، فإن رومية 1: 1- 7 تشمل المعلومات المفتاحيّة المختصّة بمجيء ربنا الأول، المعلومات التي تساعدنا لنتذكّر أهميّته في خطة الله.
أولاً، يشير الرسول بولس إلى: " إِنْجِيلِ اللهِ، ... عَنِ ابْنِهِ." (الأعداد 1- 3). تعبير إنجيل الله لا يعني "الإنجيل الذي يتحدّث عن الله"، فبالرغم من أنّ الأخبار السارة تقول لنا شيئًا عن خالقنا، بكل تأكيد، وخصوصًا فيما يختصّ بمحبته ورحمته لشعبه. ولكن هذا التعبير هنا هو في صيغة المِلكيّة. يمكننا أن نعيد صياغة التعبير ليكون "إنجيل الله". أي أنّ الله هو الذي يملك الإنجيل. هو خبرهُ السار، وليس رسالةً اخترعها بشرٌ. إنّ قصة دخول ربنا إلى هذا العالم ليست أسطورة من صُنع البشر ولكنها حق الله الذي أعلنه بروحه (2 بطرس 1: 16).
ثانيًا، لقد: " سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ (وعد الله بهذا الإنجيل) بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ" (رومية 1: 2). بينما يُمثّل عمل المسيح عملًا جديدًا لله بمعنى هام، إلّا أنّه لا يمكننا أن نعتبر خدمته على أنّها شيء جديد تمامًا بمعنى أنها شيء غير متوقّع بالكامل. في الواقع، جهَّز الرب شعبه لمدة آلاف السنين لمجيء المسيح، وقد كان هذا عَبْر خدمة أنبياء العهد القديم. ولكي نجد أول نبوّة عن المسيّا، علينا أن نرجع طول الطريق رجوعًا إلى بداية التاريخ البشريّ، إلى لعنة الله للحيّة بعد سقوط آدم وحواء من النعمة بوقتٍ قليل.
يُصوّر التكوين 3: 15 الوعد المُبهَم والمثير للاهتمام، بأن الحيّة "ستسحق" عَقِب نسل المرأة بينما سيسحق نسل المرأة رأسها. يُسمّى هذا الوعد في الكثير من الأحيان protoevangel - أي "الإنجيل الأول"- لأنّه يحتوي على قلب وعد الإنجيل الذي سيتكشَّف عبر باقي التاريخ الفدائيّ. يُخبرنا هذا "الإنجيل الأول" بأنّ الحرب التي بين الحيّة والبشريّة لن تستمر إلى الأبد، وأنّ "نسل" المرأة ومُمثِّل شعب الله يجب وأن يُدمّر الخطيّة والشيطان. ولكن نسل المرأة لن ينجو دون أذى، لأنّه سيتألم خلال عمليّة هزيمة العدو. هذه النبوّة تحقّقت بالفعل في المسيح، الذي كان يجب أن يموت ليهزم الشيطان، والذي قام ثانيةً من الأموات ليثبت انتصاره وليضمن تبريرنا (رومية 1: 4، كولوسي 2: 13- 15).
اليوم، نحن ننتظر المجيء الثاني للمسيح ليدين الأحياء والأموات (أعمال 1: 11، 2 تيموثاوس 4: 1). في بعض الأحيان نميل لأن نُحبط، وأن نشكّ في عودتهِ مرّة أخرى، لأنّه قد مرَّ ما يقرُب من ألفي سنة منذ صعوده. ولكن شعب الله، كان عليه أن ينتظر آلاف السنين قبل مجيئه الأول، وتَزكّى إيمانهم عندما وُلِد المسيح في بيت لحم. وإيماننا أيضًا سيتزكّى قطعًا عندما يأتي مخلّصنا في المجد.
تمّت كتابة ونشر هذه المقالة في الأصل على موقع خدمات ليجونير تحت عنوان Advent of Christ. وتمّت ترجمة المقالة بعد الحصول على الإذن من هيئة خدمات ليجونير.