كُن جادًّا في علاقتك بالمسيح، نعم بالتأكيد! فمع كل نظرة إلى خطيتك، أَلقِ عشر نظرات على المسيح، لكن هل ستريد أن تنظر إلى المسيح إذا لم ترَ احتياجك؟ وهل سترى احتياجك إذا لم ترَ خطيتك؟
لماذا يُستهان بابن الله في الكنيسة المرئية اليوم؟ فقط لأننا نستخفّ بالخطية. إن إعادة اكتشاف مجد خلاص المسيح هي حاجتنا الأكثر إلحاحًا. حتّى رَجُل الله الأكثر نضجًا يحتاج إلى رؤية جديدة ليسوع المسيح حتى يصرخ: "هللويا، يا له من مُخَلِّص!" هذه هي علامة الكنيسة المتنامية والمنتعشة. ويحدث الامتلاء بالروح القدس، والذي [أي الروح] يُمَجِّد الابن، في جزء كبير منه بواسطة تبكيتنا على خطيتنا وإدراك حاجتنا إلى هذا المُخَلِّص المجيد من سلطان الخطية وفسادها ودينونتها. لذا، أيُّها الشاب المسيحي، كُن جادًّا مع الخطية.
اُنظُر كيف تكسر الخطية شريعة الله. كان مكتوبًا على لوحي الشريعة أحكام صحيحة وصالحة ومقدسة وعادلة وروحية ونافعة، فطرحتهما الخطيةُ أرضًا وحَطَّمت اللوحين كليهما. هل هذا فعلٌ هيِّن؟ أن تزدري وتُحَطِّم شريعة الله المقدسة، التي تلخِّص طبيعة الله وكمالاته؟
شاهِدْ كيف تستخفّ الخطية بشخصية خالقنا، صانع كل ما هو مهيب ومجيد وحَسَن وبديع، فهي تسكب هَوانًا عليه. اُنظُر إلى أكثر المخلوقات رُعبًا في العالم، وتخيَّل أنه يتّجه مباشرةً نحوك، ومع ذلك لا يكره أيٌّ من تلك المخلوقات اللهَ بالطبيعة. فقط الخطية – خطيتك وخطيتي – هي التي تحتقر الله وترفضه.
اُنظُر كيف تتخفّى الخطية في ضوء تحذيرات الله الحي! يكره الله كل ما يُمَثِّل تناقضًا مع طبيعته، فكل ما هو دنيء، ماكر، قاسي، مغرور، وثني، جَشِع، شهواني يحتقره الرب القدوس-قدوس-قدوس [إشعياء 6]. كل ما في السماء وفي سماء السماوات، الملائكة والسرافيم، وأرواح الأبرار المُكَمَّلين، الآب، والابن، والروح القدس، يشتركون جميعهم في غضبهم وحنقهم البارَّيْن المصبوبيْن على رأس الخطية، فهل سنستمر نحن في كَوْننا غير مبالين بها؟ يومًا ما، بالنعمة، سنُبغِضها كما يُبغِضونها.
اُنظُر إلى عواقب الخطية. فَكِّرْ في الغنيّ في القصة التي حكاها يسوع والهوّة العظيمة المُثبَتة بينه وبين نعيم مَنْ هُمْ في السماء (لوقا 16: 19–31). إنه يتوق إلى النجاة، لكنّه لا يستطيع مغادرة هذا المكان أبدًا. نقطة ماء واحدة هي جُلُّ ما يطلبه، لكنه لن يستطيع أن يحصل عليها يومًا. ما الذي جَلَبه إلى هناك، هذا الغنيّ الذي كان يملك كل شيء، ابن الكبرياء والفخر؟ ما الذي ضمّه إلى كثيرين مِمّن سلكوا الطريق الرّحب لسنين بمنتهى التصميم ورفضوا كل عرض للرحمة وازدروا بالمسيح الفادي؟ إنّها الخطية، تلك الخطية ذاتها التي تملأ المقابر بأمواتك وتتسبَّب في تصاعُد دُخان أجسادهم المحترقة من كل محرقة جُثَث موتى. إن أجرة الخطية هي موت؛ موت جسديّ في هذا العالم، والموت الثاني المُرَوِّع في العالم الآتي.
راجِعْ حُكم الخطية الذي وقَع على الرب يسوع في الجلجثة. كيف يرى الآب والابن والروح القدس الخطية؟ تَأَمَّلْ نهاية الابن الذي يحبه الله الآب، ليس هناك أب أكثر محبةً من الآب ولا يوجَد ابن محبوب أكثر من الابن، ومع ذلك، فقد حمل الابن خطايانا في جسده على الصليب، وصار ابنُ الله "حَمَلَ الله"، الذي لم يعرف خطية جُعِلَ خطيةً لأجلنا. لكن الله الآب لم يُشفِق عليه، فلم يكن من الممكن وجود أدنى قدر من المُساومة مع الخطية. لم يمنع الله ضربة واحدة من قضيب عدله في إظهار مدى استحقاق الخطية للدينونة، فلقد سُرَّ الآب أن يسحق المسيح. رفع الآب عصا غضبه، وأخذها المسيح على نفسه بدلًا عنا.
إن كل هذا يُبَيِّن فداحة الخطية كما يراها الله، ويُوَضِّح مدى صعوبة التعبير عن كل ما قاساه الله ليكون ممكنًا لأناس بائسين مثيرين للشفقة مثلنا أن نَخلُص من الإثم. فهل يمكنك أن تهز كتفيك متغاضيًا غير مُبالٍ؟ أو هل تستطيع أن تومئ برأسك موافقًا وبعد ذلك تستمر في الخطية في الفعل والقول والسلوك والسهو؟
يا أيُّها الشخص غير المؤمن، إن يسوع المسيح هو كل ما يحتاجه الخطاة؛ فهو يستطيع أن يُشبِع كل رغباتك، ويستطيع أن يقطِّع تلك القيود والأغلال القوية التي تربطك بالخطية. ويا أيُّها المؤمن، صغيرًا كنت أو كبيرًا على حدٍ سواء، أمِت الخطية المتبقية، اُخْنُقها ولا تُعطِها نَفَسًا، جَوِّعها، اُرفُضْ إطعامها لقمة واحدة. كُن جادًّا مع الخطية لأنك تأخذ برّ المسيح ودمه بجدية.
--------------------------------------------------------------------
كُتِبت هذه المقالة ونُشرِت في الأصل على موقع مجلة Tabletalk، واحدة من أقسام هيئة خدمات ليجونير، تحت عنوان Take sin seriously. وتُرجِمت المقالة بعد الحصول على الإذن من هيئة خدمات ليجونير.