طاعة أساسها الحب

سلسلة: 

(عبرانيين ٥: ٨، ٩)

"مَعَ كَوْنِهِ ٱبْنًا تَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلَاصٍ أَبَدِيٍّ،

لما بنبقى سايقين ونشوف ظابط المرور بنبقى حريصين أوي إننا مانكسرش أي قانون من قوانين المرور، بنبقى مش عايزين نزعَّل الظابط مننا، مش لإننا بنحبه، لكن لإننا خايفين منه وخايفين ناخد مخالفة... أهم حاجة في العلاقة اللي بنَّا وبين الظابط، هي إننا مناخدش مخالفة!

الحقيقة فيه ناس عايشة مع ربنا بالشكل ده، بتنفذ الوصايا مش لإنها بتحب الوصايا ولا بتحب الله، لكن لإنها مش عايزة تتعاقب!

هل تحب تكون دي علاقتك بأولادك أو بمراتك؟ هل تحبي يكون جوزك مابيغلطش فيكي علشان مش عايز مشاكل معاكي؟ ولا عايزاه مايغلطش فيكي لإنه بيحبك؟ هل تحب مراتك تكون مُخلِصَة ليك لإنها خايفة منك ولا لإنها بتحبك؟ ولو إحنا مانرضاش غير بعلاقة مبنية على الحب، إزاي نتخيل إن الله ممكن يرضى بطاعة مش مبنية على الحب؟

الله مش بس عايز ناس مابتكسرش الوصايا، الله عايز شعب بيطيعه لإنه بيحبه... هي دي نوعية الناس اللي ممكن تعيش مع الله للأبد…

وبصراحة مشكلة الإنسان مش بس الغلط اللي بيعمله، لكن كمان فاللي مش قادر يعمله... الإنسان مش قادر يطيع الله طاعة أساسها المحبة…

علشان كده جِذر الخطية، هو إننا مش بنحب الله من كل قلبنا وفكرنا وقدرتنا وبنفضَّل حاجات كتيرة عنه.

في ظل العجز والشر والتدين المزيف اللي مش نابع من الحب اللي البشر عايشين فيه، جه المسيح علشان يخلص شعبه، مش بس علشان يسدد دين خطاياهم وجُرمهم لكن كمان علشان يطيع الطاعة اللي محدش فيهم أطاعها... جه المسيح وأطاع الوصايا بلا استثناء، لإنه بيحب الله من كل قلبه وفكره وقدرته…

المسيح أطاع حتى الموت موت الصليب، علشان يرجَّع شعبه يعيش مع الله إلى الأبد، شعب بيطيع الله لإنه عرف محبة الله...

المسيح يسوع هو المخلص اللي إحنا محتاجينُه!