خروف الفصح وجبل التجلِّي

سلسلة: 

(لوقا ٩: ٣٠، ٣١)

"وَإِذَا رَجُلَانِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، اللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ ٱلَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ."

(١كورنثوس ٥: ٧)

"... لِأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا."

عيد الفصح كان له أهمية خاصة لشعب إسرائيل، كانوا بيحتفلوا بيه يوم ١٤ من الشهر الأول في السنة العبرية، وهما بيفتكروا الخلاص العظيم من أرض مصر وقت الخروج.

لإن في وقت الخروج وتحديدًا قبل الضربة العاشرة بتاعة موت الأبكار، الرب طلب من شعب إسرائيل إن كل عيلة أو عيلتين يدبحوا خروف ويرُشوا من الدم بتاعه على القائمتين والعتبة بتاعة البيت، وياكلوه ليلة الخروج مشوي بالنار مع فطير من غير خمير ومعاه أعشاب مُرة. وده لإن في الليلة دي الملاك المُهلِك هيعدي على كل بيت في أرض مصر، والبيت اللي مش هيكون حاطط دم الخروف هيموت فيه الابن البكر، فبدل ما الابن البكر يموت، خروف الفصح هو اللي كان لازم يموت.

يسوع المسيح جه وإتولد في وسط الأمة اللي كان العيد ده أهم أعيادها. مش بس كده إحنا نقدر كمان نقول إن حياة وخدمة المسيح إتشكلوا في ضوء العيد ده… يوحنا المعمدان حب يلَخّص مين هو المسيح وجاي يعمل إيه بالظبط، قال الكلمات دي: "وَفِي ٱلْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!"  (يوحنا ١: ٢٩).

من الأحداث الفريدة في حياة المسيح، هو ظهوره في هيئة مُمجدة على جبل التجلي مع موسى وإيليا، اللي البشير لوقا إتكلم عنه في إصحاح ٩. المُلفت في الموقف ده، إن لوقا بيقول إن لما موسى وإيليا ظهروا معاه على الجبل إنهم كانوا بيتكلموا معاه "... عَنْ خُرُوجِهِ ٱلَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ." (لوقا ٩: ٣١). لوقا إستخدم كلمة خاصة هنا وهي "خروجه" وهي نفس الكلمة اللي بتوصف قصة الخروج من مصر. لوقا سمى عمل المسيح الخلاصي اللي هيعمله في أورشليم "خروج".

أيوة، لما المسيح مات وقام كان بيقود شعبه وبيحررهم من العبودية، مش عبودية فرعون لكن من عبودية الشيطان والخطية. فكل عيد فصح إحتفل بيه شعب إسرائيل، كان بيشاور على الفصح الحقيقي، يسوع المسيح! كل عيد فصح كان بيشاور على الخروج الحقيقي اللي المسيح كان هيعمله في أورشليم لما هيسفك دمه علشان يرفع خطية العالم (يوحنا ١: ٢٩).

والمرة دي والمسيح نفسه رايح أورشليم وقت عيد الفصح، مكانش بس رايح علشان ياكُل خروف الفصح والفطير والأعشاب، لكن علشان يكون هو نفسه خروف الفصح، اللي هيتحمل مرارة خطايانا ويموت علشان يدينا حياته بصفته خبز الحياة الواهب حياة للعالم (يوحنا ٦: ٣٣).