(غلاطية ٣: ١٣، ١٤)
"اَلْمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لِأَجْلِنَا، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلْأُمَمِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ،…"
«ربنا يباركَك» و«ربنا يباركِك»… مصطلحات بنقولها لكن بنبقى مش قاصدينها ولا فاهمينها؟
يعني إيه بركة ومين هو اللي بيبارك؟
في الحقيقة البركة مصطلح بنشوفه في الكتاب المقدس، وكمان بنشوف عكسه اللي هو اللعنة، البركة واللعنة كلِمات مرتبطة بحاجة اسمها العهد.
والعهد ده هو اللي بيوصف علاقة الله بشعبه وبالناس عمومًا من بداية التاريخ. العهد دايمًا بيكون زي إتفاق بين طرفين. الإتفاق ده بيكون له شروط، وكسر الشروط دايمًا بيخلي في عقوبة توصل للموت، والحِفاظ على العهد دايمًا بينتج عنه بركة وسلام.
فمثلًا في جنة عدن بنشوف الله بيعمل مع آدم وحواء عهد، وبيحُط وصية واحدة... إستمرار آدم في طاعة كان معناه إستمرار البركة، وكسره يعني اللعنة. علشان كده بنشوف إن أول ما آدم أخطأ، ظهرت اللعنة... اتطرد آدم وحواء من محضر الله وإتقال له إن الأرض ملعونة بسببك… من ساعتها لغة اللعنة بدأت تزيد وطبعًا البُعد عن الله.
كمان بنشوف لغة البركة واللعنة في علاقة الله بشعب إسرائيل، اللي كانت برضه علاقة عهدية... فيقول ليهم في تثنية ٢٨ عن بركات الطاعة ولعنات العصيان.
وبنشوف إن البركة واللعنة مرتبطين بكل حاجة في الحياة... يعني الطاعة هيبقى معناها إن كل الحياة متباركة، والعصيان معناه إن كل الحياة ملعونة. فالحياة الملعونة مش معناها إن إنت مش هتاكُل ومش هتشرب، لكن أي حاجة إنت بتعملها هيكون الرب مش راضي عنك فيها…
والرسول بولس بيستخدم الفكرة دي في العهد الجديد، وهو بيقول إن غضب الله مُعلّن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم، فالرب غاضب بسبب الخطية والعصيان، وإحنا كل يوم بنكسر وصايا الله، مش إحنا بس لكن ده كمان كل العالم.
وده اللي بيأكده بولس في رسالة غلاطية إصحاح٣ وعدد١٠ وهو بيقول: "لِأَنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ ٱلنَّامُوسِ (الوصايا) هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لَا يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ ٱلنَّامُوسِ (الوصايا) لِيَعْمَلَ بِهِ»." ولإن مفيش حد بيطيع الله طول الوقت، فالجميع تحت لعنة وعلشان كده غضب الله مُعلن من السماء…
لكن كمان بنشوف في الكتاب المقدس كلام كتير عن البركة ووعود بالبركة. أول مشهد بنشوف فيه كلام عن البركة، كان لإبراهيم في تكوين ١٢، لمَّا الرب وعده هو ونسله بالبركة.
لكن هيفضل السؤال هو:
على أي أساس الرب ممكن يباركنا إحنا دلوقتي وإحنا بنكسر كلامه كل يوم؟ إزاي ممكن نستمتع بالبركة اللي الرب وعد بيها إبراهيم؟
بولس بيقول إن ده ممكن يحصل بس «بالإيمان». ففي غلاطية ٣: ٩ بنقرا، "إِذًا ٱلَّذِينَ هُمْ مِنَ ٱلْإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُؤْمِنِ."
بمعنى إن اللي هيحاول يكون مُبارَك من الله من خلال طاعته مش هيعرف، لإن زي ما قولنا ملعون كل من لا يثبُت في جميع ما هو مكتوب في الوصايا. فسكة إننا نطيع الوصايا علشان نكون مقبولين ومُبارَكين من الله هتخلينا ننال اللعنة لإننا مش هنقدر نطيع كل الوصايا بالكامل.
لكن الإيمان بإيه؟ الإيمان بيسوع المسيح!
ليه الإيمان بيسوع المسيح هو طريق البركة والقبول أمام الله؟
بُصّ معايا بولس بيقول إيه في غلاطية ٣: ١٣، ١٤ "«الْمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لِأَجْلِنَا، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلْأُمَمِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ…"
السكة الوحيدة اللي تخلينا ننال البركة اللي ربنا وعد بيها هو إننا نكون «في المسيح».
لإن المسيح هو اللي تحمّل اللعنة، لعنة كسرِنا إحنا الوصايا. وبسبب المسيح وحده ممكن ننال البركة والقبول من الله في كل حياتنا، وفي كل ظروفنا نبقى مُبارَكين من الله، لإن الله بيبُص لينا في المسيح اللي تحمّل اللعنة عننا في الصليب.
- قرأت 1251 مرة