هذه المقالة جُزء مِن سلسلة "عَشرة أمورًا يجب أنْ تعرفها".
١- يسوع هو سبب الاحتفالات (العيد).
الغرض الرئيسي للاحتفال بعيد الميلاد هو أن نتذكر ميلاد يسوع، في عيد الميلاد (الكريسماس) نحن نحتفل بعيد ميلاد يسوع، ليس بترانيم تصف أجواء العيد وفرحته ولا بأغاني بابا نويل!
٢- يسوع كائن منذ البدء عند الله ومعه، قبل بداية العالم.
ميلاد الطفل يسوع في مذود بيت لحم لا يعني أن ذلك الوقت هو بداية وجوده، كما يعلِّم إنجيل يوحنا بوضوح (يوحنا ١: ١، ١٤). كما تشير الأناجيل الأخرى أيضًا أن يسوع أخذ جسدًا بشريًا، إضافةً إلى كينونته الأزلية واحدًا من الأقانيم الإلهية الثلاثة.
٣- ميلاد يسوع كان تتويجًا لقرون من النبوات المسيانية (المتعلقة بالمسيا المنتظر).
مجيء يسوع كان تتميمًا للنبوات المسيانية، التي أنبأت بمكان ولادته، وميلاده العذراوي، كما بتفاصيل أخرى أيضًا ستحيط بمجيئه. وبعدها، ومن خلال خدمة يسوع على الأرض، وخاصةً موته على الصليب، تمَّم يسوع نبواتٍ وصوّرًا مسيانية أكثر كثيرًا مما قيل عن ميلاده.
٤- يجب أن نميّز بين عيد الميلاد الكتابي، وعيد الميلاد الثقافي.
يجب أن نفصل الحقيقة عن الخيال، والحقائق الكتابية التاريخية حول ميلاد المسيح عن تقاليد الكريسماس. تشمل التقاليد بابا نويل، والهدايا، وغزال الرنة، وشجرة الكريسماس، وغيرها من صور اعتدنا رؤيتها ارتباطًا بالكريسماس. هذا لا يعني بالضرورة أن هذه التقاليد ضارة أو غير مفيدة، لكنها غير تاريخية. أما ميلاد يسوع فهو ليس أسطورة، بل حقيقة تاريخية.
٥- ميلاد يسوع هو واحد من مجموعة أحداث أكبر تُتوَّج بموته من أجل خطايانا كعبد الله المتألم.
لم تتوقف قصة يسوع عند ميلاده طفلًا فقط، بل نشأ شابًا يعرف الكتب المقدسة، ثم عندما كان في حوالي الثلاثين من عمره بدأ خدمته الجهارية شافيًا الكثير من الناس، ومخرجًا الشياطين، ومقيمًا الموتي، وآمرًا قوى الطبيعة. وتتميمًا لنبواته الشخصية، مات، ودفن، وبعد ثلاثة أيام، قام من الأموات. وفيما نحتفل في الكريسماس بميلاد يسوع، يجب أن نتذكر أن هذا الميلاد هو جزء من حياةٍ ليس لها مثيل، حياةٍ منحتنا الخلاص وغفران الخطايا.
٦- يسوع ابن الله حُبِلَ به بالروح القدس في رحم مريم أمه.
يوجد في قلب الميلاد معجزة بيولوجية ولاهوتية تتطلب إيمانًا يتعدى الطبيعة. يسخر المشككون من فكرة إيداع الله لطفل بحَبِلٍ في رحم عذراء، معتبرين الفكرة مستحيلةً بيولوجيًا وحاكمين عليها أنها لا تتعدى كونها مجرد أسطورةً. المؤمنون يعترفون أن إنسانًا بلا خطية هو الوحيد القادر علي إنقاذ البشر بالموت من أجلهم، وأن هذا الإنسان البار من كل خطية لا يمكن أن يُحبَل به إلا عن طريق الله نفسه.
٧- لا يوجد تجسد بدون ميلاد عذراوي.
ناقش أندرو لينكولن في كتابه "مولود من عذراء؟" أن الميلاد العذراوي غير تاريخي، بينما أكَّد أن التجسد قد يكون صحيحًا من منظور روحي. هذه النظرية تتعارض مع التعليم الكتابي القائل بأن التجسد والميلاد العذراوي وجهين لعملة واحدة، فالميلاد العذراوي فقط هو ما يتيح ليسوع (الله الكامل والإنسان الكامل) أن يجمع بين الطبيعتين البشرية والإلهية في شخص واحد، كما سجلت مجامع الكنيسة الأولى في إقرارات الإيمان.
٨- ميلاد يسوع كان مصحوبًا بالرفض.
حاول هيرودس قتل يسوع (متى٢: ١٦). لم يكن ليسوع موضع في المنزل (لوقا ٢: ٧). على الرغم من أن العالم خُلِقَ بيسوع، لم يعرفه العالم (يوحنا ١: ١١). لم يرحب الكثير بميلاد المسيح الطفل، والسبب الأساسي في ذلك كان تهديد يسوع لمصالح الناس الشخصية. يحب الخطاة الخطية أكثر من الله ويرفضون أن يأتوا للنور لئلا تُوبَّخ (تُكشَف) خطاياهم (يوحنا ٣: ١٩- ٢١).
٩- جاء يسوع ليجعل الولادة الروحية الثانية ممكنة للذين يؤمنون به.
كما يؤكد تشارلز ويسلي في ترنيمته الميلادية "جيش أملاك السما / مع ملاكِ الله جندٌ" Hark! The Herald Angels Sing، ففي كلماتها الأصلية يقول ويسلي: "وُلد يسوع ليرفع أبناء الأرض، وُلد يسوع ليعطيهم ميلادًا ثانيًا"، ويكتب يوحنا: "وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ ٱللهِ." (يوحنا ١: ١٢، ١٣). لاحقًا يروي يوحنا قصة نيقوديموس الذي أخبره يسوع أنه يجب أن يولد ثانية (يوحنا ٣: ٣، ٥). الميلاد الثاني الروحي متاحٌ لأي مَن يختار التوبة عن خطاياه ويضع ثقته في يسوع. أولئك الذين لا يختبرون الميلاد الثاني ليسوا مؤمنين بل مسيحيين اسميين فقط.
١٠- مجيء يسوع يمثل التضحية التي لا تضاهيها تضحية.
ترك يسوع أمجاد السماء ليدخل العالم، مكانًا أقل ما يقال عنه أنه مظلم. دخل يسوع العالم عاريًا وهشًا ومن دون أي وسائل دفاع عن نفسه. عرَّض نفسه لحالنا الإنساني، متخذًا "... شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ..." (رومية ٨: ٣)، صار ضعيفًا، ووضع نفسه حتى موت الصليب باذلًا حياته بالموت من أجل خطايانا (فيلبي ٢: ٥- ٨).
هذا، وليس العيد التجاري المزخرف بالزينة، هو الميلاد!
عن الكاتب:
أندرياس كوستنبرجر Andreas J. Köstenberger (دكتوراه، كلية الثالوث الإنجيلية اللاهوتية) هو لاهوتي مُقيم في زمالة Raleigh، أحد مؤسسي هيئة "أساسيات كتابية"، والمؤلف والمحرر والمترجم لأكثر من ستين كتابًا. هو وزوجته مارني Marny لديهما أربعة أبناء ويعيشان في ولاية كارولينا الشمالية.
تُرجِم هذا المقال عن الأصل الإنجليزي 10Things You Should Know about Christmas بعد الحصول على إذن من Crossway