ما هو الإنجيل؟

قال تشارلز هودج Charles Hodge، العالم اللاهوتي من جامعة برينستون (Princeton) والذي عاش في القرن التاسع عشر: "الإنجيل من البساطة بما يسمح للأطفال الصغار بفهمه، ومن العمق بما لا يتيح لأحكم اللاهوتيين بفحص جميع غناه." الإنجيل محوري جدًا لكل ما نؤمن به وهو جوهر كينونتنا كمؤمنين.

وعلى الرغم من ذلك، كثير من المؤمنين المعترفين بإيمانهم يفشلون في الإجابة على هذا السؤال البسيط: ما هو الإنجيل؟ حين أُعلِّم، يذهلني عدد الطلبة الذين لا يتمكنون من إعطاء شرحًا دقيقًا كتابيًا لما هو الإنجيل، بل والأكثر من ذلك، ما ليس هو الإنجيل. إذا لم نَعْلَم ما هو الإنجيل فنحن أشقَى جميع الناس. لأننا لو لم نتمكن من شرح الإنجيل فلن نتمكن من إعلانه في الكرازة من أجل خلاص الخطاة وقد يعني هذا أننا نحن أنفسنا غير مُخلَّصين. توجد في أيامنا هذه أعداد لا حصر لها من الأناجيل المزيَّفة داخل الكنيسة وخارجها على حد سواء.  الكثير من الإعلام المسيحي والكثير من الكتب الموجودة على أرفف المكتبات المسيحية تخفي الإنجيل تمامًا، جاعلة إياه إنجيلًا آخر، وهو ليس إنجيلاً على الإطلاق.

"بما أن الشيطان فشل في تدمير الإنجيل"، كما قال القس/ جي. سي. رايل J.C. Ryle، "فقد لجأ مرات كثيرة لإفقاده تأثيره ونفعه عن طريق الإضافة إليه، أو الانتقاص منه، أو تبديل محتواه." من الحيوي جدًا أن نفهم أنه رغم أن الواعظ يتحدث عن يسوع، والصليب، والسماء فهذا لا يعني بالضرورة أنه يعظ بالإنجيل. وأنه رغم وجود كنيسة في كل زاوية فهذا لا يعني بالضرورة أن الإنجيل يُكرَز به في كل زاوية.

الإنجيل هو خبر بالأساس. إنه خبر سار: الخبر السار عن ما أتَّمه إلهنا مثلَّث الأقانيم لشعبه؛ أن الآب أرسل ابنه، يسوع المسيح، الكلمة المُتجسِّد، ليحيا حياة بلا أي لوم، وليتمِّم الناموس، وليموت فديًة عنّا مكفِّرًا عن خطايانا، ومُسترضيًا غضب الله من نحونا - حتى لا نواجه نحن جحيمًا أبديًا، -  ومقيمًا إياه من الموت بقوة الروح القدس. إنه الإعلان المُغلَّف بالظفر والنصرة، أن الرب يخلِّص الخطاة.

وعلى الرغم من أن دعوة يسوع: "احمل صليبك واتبعني"، "تُب وآمِن"، "انكر ذاتك"، "احفظ وصاياي" كلها أوامر تتبع إعلان الإنجيل إلّا أنها ليست الأخبار السارة المُعلِنة لما أتَّمه يسوع. فالإنجيل ليس دعوة للعمل بشكل أكثر جدية للوصول لله، بل هو الرسالة العظيمة لكيف أن الله جعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للوصول إلينا. فالإنجيل هو الأخبار السارة وليس النصيحة الجيدة كما كتب جي. جريشام ماتشن J. Gresham Machen :

"إن ما أحتاجه أولًا وقبل كل شيء ليس التشجيع، بل الإنجيل. ليس توجيهات لأُخلِّص نفسي، ولكن معرفة كيف أن الله قد خلَّصني. هل لديك أخبار سارة؟ فهذا هو أكبر إحتياجاتي."


تمّت كتابة ونشر هذه المقالة في الأصل على موقع خدمات ليجونير تحت عنوان  What is the Gospel?. وتمّت ترجمة المقالة بعد الحصول على الإذن من هيئة خدمات ليجونير.