روعة الجمعة العظيمة

 فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». لوقا 23 : 34 

صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)  متى 27 : 46 

«قَدْ أُكْمِلَ». يوحنا 19 : 30 

ربنا يسوع،

نشعر بالتضارب حيال تسمية يوم صلبك "عظيم". فحتمية وجود يوم تأخذ فيه دينونة خطايانا ليس عظيمًا مطلقًا، ولكن اختيارك الحُرّ - كاملًا وتطوعيًا - بوضع نفسك عنّا على الصليب هو أمر عظيم بما لا يُستقصى. هي العظمة في جوهرها وتفردها.

من قلبك ومن صليبك دوَّت صرختان. «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ» (لوقا 23 : 46) و «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (متى 27 : 46). الأولى تطلبت الثانية. والثانية ضمنتها. هما معًا تُلهمان قلوبنا التواضع، وتُسكتان كلماتنا وتقودان عبادتنا.

ثم هناك الصرخة الثالثة قالبة كل الموازين.  «قَدْ أُكْمِلَ». لا يوجد ما يُزاد لتتميم خلاصنا. أبديًا، نهائيًا وبشكل كامل صولحنا مع الله. مات البار لأجل الأثيم، الكامل من أجل المكسورين، حَمَل الله لأجل المتمردين على الله. نحمدك ونباركك ونعبدك أيها الرب يسوع.

وبعد مليون عام من حياتنا في السموات الجديدة والأرض الجديدة، سيظل العجب يملؤنا مثل أطفال وسيبقى امتناننا يفيض من أجل "الإنجيل". فلأنك تُركت للغاية نحن الآن مصفوح عنّا للأبد. لأنك أسكتَّ دينونة الله تجاه إثمنا العظيم، نحيا الآن بعطية برّك الكامل. لأنك أحببتنا للمنتهى، نستطيع الآن أن نحب بعضنا بعضًا في ترفق ورجاء.

نحني رؤوسنا خاشعين ونرفع أيادينا حامدين إياك ومعطين حياتنا بفرح لك. هكذا، آمين، نُصلّي في اسمك كُلّي المجد والممتليء نعمة يا ربنا يسوع.


**تمت الترجمة بإذن من خدمات ائتلاف الإنجيل. يمكنكم الرجوع إلى المقال الأصلي بالضغط على الرابط التالي: The Goodness of Good Friday