بشارة للضعفاء

سلسلة: 

(يوحنا ٢٠: ١٩)

"وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ ٱلْأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ ٱلْأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي ٱلْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلَامٌ لَكُمْ!»."

توما كان واحد من تلاميذ المسيح، وأكتر حاجة معروفة عن التلميذ ده هو إنه شكّاك، لإنه شكَّ في قيامة المسيح. توما مكانش موجود مع التلاميذ لما المسيح ظهر ليهم أول مرة بعد قيامته من الموت، ولما التلاميذ قالوا له إنهم شافوا المسيح، قال ليهم لو مشفتش بنفسي وحطيت إيدي مكان المسامير مش هصدَّق!

أوقات بنتخيل إن توما هو الوحيد اللي كان معندوش إيمان ومش قادر يصدق! لكن في الحقيقة لما نقرأ قصة القيامة من الأناجيل المختلفة، نلاقي إن التلاميذ والنساء اللي كانوا بيتبعوا يسوع كلهم كان موقفهم مُخزي.

فمع إن المسيح إتكلم كتير عن إنه هيقوم في اليوم الثالث من الأموات (مرقس ٨: ٣١؛ ٩: ٣١؛ ١٠: ٣٣، ٣٤)، لكن محدش من أخلص تابعيه كان مصدق ده، فبنشوف النساء اللي فضلوا متابعين موته ودفنه، رايحين يوم الأحد الفجر معاهم حنوط علشان يدهنوا بيه المسيح بصفته شخص ميت، مكانوش رايحين يستقبلوا حد مُقام من الأموات، بالعكس، دول كانوا بيسألوا بعض مين هيدحرج لينا حجر القبر.

كمان مريم المجدلية لما شافت الحجر مش على القبر، طلعت تجري وهي بتعيط وتقول للتلاميذ إن جسد المسيح إتآخد من القبر، ولما راحت مرة تانية وبصت في القبر لقيت ملايكة بتسألها بتعيطي ليه؟ قالت ليهم، أخدوا سيدي ومش عارفة ودوه فين. ولما طلعت من القبر قابلها المسيح نفسه، وهي كانت فاكراه البُستاني، وسألها برضه بتعيطي ليه؟ وردها متغيرش، «أخدوا سيدي!»، ٣ مرات المجدلية تقول نفس الكلام، مع إنها سمعت المسيح كتير قبل كده وهو بيقول إنه في اليوم الثالث هيقوم من الموت، لكنها مكانتش مصدَّقة!

يمكن الوحيدين اللي عملوا حساب كلام المسيح عن القيامة، كانوا رؤساء الكهنة والقادة اليهود اللي كانوا خايفين إن تلاميذه يروحوا يسرقوا الجسد، وطلبوا إن القبر يتحط عليه حراسة.

لكن محدش من التلاميذ كان مصدَّق!

هما دول اللي المسيح جاي ليهم ببشارة القيامة! جه لناس خايفة ومستخبية، لناس جريت وهربت لما إتقبض عليه، جه لناس مكانتش مصدقاه، ودول كانوا أفضل أتباعه!

يقول المسيح لمريم قولي لإخوتي "… إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ." (يوحنا ٢٠: ١٧). قد إيه المسيح كان مُحب، مليان غفران وعنده رغبة قوية إنه يردُّهم مرة تانية للشركة معاه، بيسميهم إخوته ويقول على الله إنه أبوهم، مش بس كده هو نفسه يظهر ليهم ويقول ليهم "… سَلَامٌ لَكُمْ… " (يوحنا ٢٠: ٢١) وكإنه بيقول، «أيوة إنتم هربتوا وسبتوني، أيوة ماصدقتوش كلامي، لكن أنا جاي أديكم سلام». وبعدها راح مورّيهم علامات المسامير في إيديه وعلامة الحربة في جنبه، وكإنه بيقول ليهم ماتخافوش أنا دفعت تمن خوفكم وعدم إيمانكم، وجاي أردكم ليا تاني.

خبر قيامة المسيح مكانش لناس واثقة في نفسها وأقوياء، لكن لناس ضعفاء مساكين جُبناء مش مصدقين، هما دول اللي محتاجين يسمعوا البشارة النهاردة!

«المسيح قام، وغلب الموت والخطية والشيطان ... المسيح جاي علشان يردنا له مرة تاني.»