تشاجرت أنا وزوجتي كثيرًا في بداية حياتنا كزوجين. أصبحت زوجتي شديدة الحساسية وسريعة التأثر وأصبحت أنا باردًا ومُتبلد المشاعر. يوميًا تقريبًا كنا نتبارى لنرى مَن الأعلى صراخًا بشأن أمر ما!
غالبًا ما كنت أتمكن من كبح جماح غضبي وإخماد مشاعري تمامًا. لكني كنت أربض حتى تقول زوجتي شيئًا أراه غير منطقي، وأنقضّ كأسد بينما تتركني هي مبتعدةً عني في غضب.
كنت أُحَاوِل تسوية الخلاف بسرعة، مُعتَرفًا بالخطأ أو الاثنين اللذين ارتكبتهما قائلًا كلمات من نوع: "ربما رفعت صوتي قليلًا." ثم ابدأ بسرد الأخطاء السبعة أو الثمانية الذين أتتهم هي. وكأن لسان حالي يقول: "أنا أتوب عن الخطأين اللذين ارتكبتُهما، الآن جاء دورك انتِ لتتوبي عن أخطائك، عندها يُمكننا أن نطلق غفرانًا لبعضنا البعض ونُكمِل حياتنا."
وكانت هي تستجيب بقول شيئَا مثل: "عواطفي ليست زرًا أوتوماتيكيًا تكبسه فتنطفئ! لا أستطيع إطلاق الغفران لحظيًا!"
وكنت أُجيب أنا قائلًا: "أجاهد حتى لا أدع الشمس تَغرُب على غضبنا، لكنك تصرين على التمادي في الخطأ."
وهكذا دواليك، كأنما أبحرنا في غواصة لا وظيفة لها إلا أن تُغرقنا لهاوية بلا قاع.
مُتَزَوِّجة من فريسيّ!
بعد عام من الخلافات، سئمنا من زواجنا، لكن كِلانا قال: "الطلاق ليس جزءًا من عقيدتي، لكن لو كان ...".
في إحدى الليالي قالت لي: "قبل زواجي منك تمتعت بثقة في نفسي، أحببتُ ذاتي وظننت أن معظم الناس يحبونني، لكن بعد عام من زواجي بك، أشعر وكأنني فقدت كل تقدير لذاتي."
كانت تلك أول مرة أرى فيها لمحة كشفت لي أيّ زوج فريسي كنت! إذ لم أغسل عروسي بماء كلمة الله، بل على النقيض، هاجمتُها بشراسة في ضعفها، مُستخدمًا ذات كلمة الله سيفًا سريعًا لتحقيق العدالة. أدركت حينها أيضًا أنني خففت من وطأة خطيتي واجدًا مبررات لضعفي فحسب. اتضح أخيرًا شيئًا لي في تلك الليلة.
تعهّدي الجديد
عندما يُعلمنا يسوع كيف نُحِب بعضنا البعض، يُخبرنا أن نُركز أولًا على خطايانا قبل أن نُسرع لمُساعدة الآخرين في خطاياهم.
فيقول: "أخرِجْ أوَّلًا الخَشَبَةَ مِنْ عَينِكَ، وحينَئذٍ تُبصِرُ جَيِّدًا أنْ تُخرِجَ القَذَى مِنْ عَينِ أخيكَ!" (مَتَّى 7: 5). حتى وإن رأينا أن خطأ شريك حياتنا يُمثِّل تسعة وتسعين بالمئة وخطأنا لا يتعدى الواحد بالمئة، يجب علينا أن نُركِز طاقتنا وجهدنا على خطيتنا، الخطية الأقرب إلينا، الخطية التي نتحمل مسؤوليتها.
إذا كان لدي أنا وزوجتي قَذَى من الغُبار في أَعيُنِنا، فإن القَذَى التي في عيني ستبدو أكبر لأنها الأقرب إليّ. إن تَجاهُل خطيتنا للتركيز على خطية شخص آخر يُشبه وجود جذع شجرة عالق تحت جفننا. عندها نُقارن خطايانا بخطايا الآخرين، مُفترضين أنهم أشرار، بينما نعتقد أننا لسنا بهذا السوء.
أدركت كم كنت سخيفًا إذ أشرتُ نحو القذى في عين زوجتي بينما يَبرُز لوح خشبي من وجهي. فقلت لها:
"كل ما كنت أفعله هو انتقادك وتوبيخك. لذا، طوال العام المقبل، أعدك بعدم ذكر أي خطايا أو أخطاء خاصة بكِ. إذا سألتني سؤالًا، سأُجيب بصدق. لكنني سأُبادر فقط بالحديث عن خطاياي أنا. من الآن، أي خطية أراها فيك، سأُصلي من أجلها فحسب."
كيف يُعلِّم الله الأزواجَ أن يتضعوا
قطعت العديد من الوعود في حياتي، وكسرت منهم أكثر مما أستطيع إحصاؤه، لكن الله ساعدني على صون ذلك الوعد بالتحديد. إذا اندلع خلاف بيني وبين زوجتي، وبمجرد أن أتذكر وعدي، كنت أكبح جماح نفسي وأغلق فمي وأستمع لها. لم أُهاجمها، بل كنت أرَكِّز على سماع تصحيحها وتنفيذه بسرور.
كان ذلك صعبًا. في الكثير من الأحيان كنت أثور في داخلي من كثرة الغضب. ولكن عندما تنتهي المحادثة، كنت أُصلي، بادئًا بالشكوى، مُعبّرًا لله كيف يجب عليه تغييرها. لكني في النهاية أعترف بخطيتي لله. مع مرور الوقت، بدأت أن ألين، وأنكسر، وأشعر باتضاع أمام غفران الله المستمر لي. بدأت رحمة المسيح العَظيمة، المُتَدفقة من الصليب إليَّ، تُغيرني كزوج.
سباق نحو التوبة
استغرق الأمر أكثر من عام، مع حضور جلسات المشورة، لحل مشاكلنا. ولكن تغير مسار زواجنا على مدى تلك الأشهر. طوال السنة الأولى أو أكثر، كنا نتسابق للدفاع عن أنفسنا ومهاجمة بعضنا البعض. أردنا إحراز أكبر عدد من النقاط من خلال تقديم أفضل توبيخ. كان هدفنا هو تحقيق المكسب في مباراة الخلاف بيننا.
الآن، على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية أو أكثر، نتسابق لِنرى من سَيَتوب أولًا. وبدلًا من الاندفاع لإزالة القَذَى التي تشوب عين الآخر، نُحاول التركيز على لوح الخشب الذي يعمي نظرنا أولًا. ومن خلال هذه العملية، أصبحنا أكثر تواضعًا، إذ أصبحنا أكثر وعيًا بانكسارنا واحتياجنا لنعمة الله. أصبحنا أكثر رأفةً، إذ تعمق إدراكنا لحقيقة غفران المسيح المُستَمر لنا. أصبحنا أكثر لُطفًا، إذ أدركنا صعوبة إزالة خطيتنا من أعيننا ومدى الألم الذي تتطلبه.
لقد أنقذ الله زواجي ليس عن طريق إصلاح مشاكل زوجتي، ولكن من خلال مساعدتي في رؤية مشاكلي الخاصة وإظهار الرحمة لي عندما أُخطِئ. بعد سنوات من الاعتذار، وإطلاق النعمة، والتعلُّم، أصبحنا الآن أقرب لاختيار التوبة والغفران، بدلًا من الشجار والتجريح.
تُرجِم هذا المقال ونُشِر بالاتفاق مع هيئة "الاشتياق إلى الله" Desiring God،
يمكنكم قراءة المقال الأصلي باللغة الإنجليزية من خلال الرابط: How God Saved My Marriage