إيه اللي يخلي مجموعة من البشر في أماكن وأزمنة مختلفة على مرَّ ٢٠٠٠ سنة يحتفلوا بموت شخص بأداة قتل عنيفة؟
مشهد الصليب مليان عنف ودم وسخرية وقسوة وخيانة وحاجات كتير مؤلمة جدا. ومع ذلك المشهد ده هو اللي بيفتخر بيه المسيحيين وبيعتبروه رمز ليهم.
في الحقيقة مش هم بس لكن المسيح نفسه كان دايما يتكلم عن الصليب ويقول انه لازم يحصل. بنقرأ في الكتاب المقدس أنه ثَبِّت وجهه نحو أورشليم، وهو عارف أنه رايح يتعلق للصليب.
بعد قيامته من الموت، أصرَّ التلاميذ على الكرازة برسالة الصليب بالرغم من التريقة والسخرية اللي سمعوها بسبب رسالتهم. وبولس الرسول بيقول "حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (غل ٦: ١٤).
ليه كل دة؟ هل دي متعة بالألم مثلا؟ ازاي نفتخر بأداة موت رهيبة بالشكل ده؟ في الحقيقة كلمة الله بتجاوب على الأسئلة دي.
الرسول بولس بيقولنا ان الصليب هو قوة الله وحكمة الله اللي من خلاله الله صالحنا لنفسه. الصليب بيقولنا عمق الذنب البشري، وبيورينا غضب الله على الخطية. الطريقة الوحيدة اللي ممكن يتبرر بيها الفاجر ويتصالح مع الله هو موت المسيح على الصليب.
فلو فيه أمل في وجود علاقة وشركة بين الخطاة والله القدوس اللي بيكره الخطية، كان لازم مشكلة خطيتهم تتحل الأول. فلو كان الله سامحنا من غير تمن كان يبقى بيناقض نفسه، لأنه بيقول الخطية تمنها هلاك، وبعدها يسامحنا بدون أي تمن. لكن الله تعامل مع غضبه وعدله اللي بيطالب بتمن لخطايانا بمحبته وأرسل ابنه عشان يتحمل دينونة خطايانا.
لكن كمان المسيح مات عشان يدينا قلب جديد! قلب يحب ربنا ويحب وصاياه مش عشان خايف منه لكن لأنه ممتن ليه. وفي الحقيقة المحبة دي مكانتش ممكن تحصل أبدا من غير ما مشكلة غضب الله تتحل.
إزاي كُنَّا ممكن نحب الله وهو غاضب علينا واحنا في عداوة معاه؟ لكن لما نشوف ذنوبنا وخطايانا وشرورنا بيدفع المسيح ثمنها بموته،
ولما بنشوف الله في محبته بيقول ماتخافش الدينونة اللي انت تستحقها تحملها المسيح، وإن آمنت بيه كل خطاياك تغفر. لما بنشوف المحبة دي بإيمان ونتكل على عمل المسيح العظيم، مانقدرش مانحبهوش،
ونقول مع الرسول يوحنا: نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا (١ يو ٤: ١٩).