لما بنسمع ونقرأ قصة المسيح في الأناجيل بننبهر بمعجزاته وتعاليمه ووقوفه قصاد التدين الزائف ومحبته للخطاة واهتمامه بخلاصهم من غير ما يتهاون مع خطيتهم.
القصة بتفضل جميلة لغاية ما نقرب من الصليب، فساعتها أوقات كتير بيبقى جوانا نفس اعتراض بطرس لما سمع المسيح بيقول انه لازم يتألم ويموت، وبنبقى عايزين نقول «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لَا يَكُونُ لَكَ هَذَا!» (متى ١٦: ٢٢) ...
صليب ايه بس يا رب، ما كدة الأمور جميلة... ما بلاش الصليب والألم ده يا رب!
ولما بنيجي لمشهد المحاكمة بنبقى عايزين بيلاطس اللي في ايده القرار بصلب المسيح من عدمه يعمل أي حاجة يوقف المهزلة اللي اليهود بيعملوها عشان يقتلوا المسيح،
لكن للأسف بنلاقي بيلاطس نفسه بيشترك معاهم فيها. ومن أصعب المشاهد اللي ممكن تستفزنا في محاكمة المسيح هو لما بيلاطس حاول ينقذ المسيح فحطّه هو ومجرم قاتل اسمه باراباس قدام الشعب،
وقالهم انا هطلق ليكم سراح واحد فيهم في العيد زي عادتكم: واحد من دول هيطلع براءة والتاني هيتقتل، تحبوا مين ياخد براءة فيهم!
تخيلوا يسوع قدام باراباس!
المقارنة تجنن فعلا، هو ده محتاج سؤال؟
لكن الشعب في شره وكراهيته للمسيح طلب أن باراباس اللص القاتل يطلق سراحه والمسيح يصلب! (لوقا ٢٣: ١٧-٢٥)
مشهد غريب مش كدة؟ بصراحة المشهد ده بيحكي حكايتنا احنا كمان. كل اللي آمن بالمسيح أخد براءة، والمسيح هو اللي اتحاكم بداله!
كل اللي آمنوا بالمسيح زي باراباس بالظبط، هُمَّ اللي كانوا يستاهلوا أبشع عقوبة. لكن المسيح البار اللي مفيهوش ولا خطية هو اللي تحمل العقوبة دي عنهم.
مين يقدر يقول النهاردة أنا باراباس، أنا بقيت حرَّ مع أني استاهل الموت، والمسيح مات مكاني. مع أنه هو البار، الله في محبته أرسل ابنه عشان يموت بدل الفُجَّار ما يموتوا!
"لِأَنَّهُ جَعَلَ ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ ٱللهِ فِيهِ" (٢ كورنثوس ٥: ٢١).