توما كان واحد من تلاميذ المسيح، وأكتر حاجة معروفة عن التلميذ ده هو إنه شكاك، لأنه شكَّ في قيامة المسيح. توما مكانش موجود مع التلاميذ لما المسيح ظهر لهم أول مرة بعد قيامته من الموت. ولما التلاميذ قالوله إنهم شافوا المسيح قالهم لو مشفتش بنفسي وحطيت ايدي مكان المسامير مش هصدَّق!
أوقات بنتخيل إن توما هو الوحيد اللي كان معندوش إيمان ومش قادر يصدق!! لكن في الحقيقة لما نقرأ قصة القيامة من الأناجيل المختلفة نلاقي إن التلاميذ والنساء اللي كانوا بيتبعوا يسوع كلهم كان موقفهم مُخزي.
فمع إن المسيح أتكلم كتير عن إنه هيقوم في اليوم الثالث من الأموات (مرقس ٨: ٣١؛ ٩: ٣١؛ ١٠: ٣٣-٣٤) لكن محدش من أخلص تابعيه كان مصدق ده...
فبنشوف النساء اللي فضلوا متابعين موته ودفنه رايحين يوم الأحد الفجر معاهم حنوط عشان يدهنوا بيه المسيح بصفته شخص ميت... مكانوش رايحين يستقبلوا حد مُقام من الأموات، بالعكس، دول كانوا بيسألوا بعض مين هيدحرج لينا حجر القبر...
كمان مريم المجدلية لما شافت الحجر مش على القبر طلعت تجري وهي بتعيط وتقول للتلاميذ أن جسد المسيح اتآخد من القبر. ولما راحت مرة تانية وبصت في القبر لقت ملايكة بتسألها بتعيطي ليه قالتلهم، أخدوا سيدي ومش عارفة ودوه فين. ولما طلعت من القبر قابلها المسيح نفسه، وهي كانت فاكراه البستاني، وسألها برضو بتعيطي ليه وردها متغيرش، "أخدوا سيدي!"... ٣ مرات المجدلية تقول نفس الكلام... مع إنها سمعت المسيح كتير قبل كدة وهو بيقول إنه في اليوم الثالث هيقوم من الموت... لكنها مكانتش مصدَّقة!
يمكن الوحيدين اللي عملوا حساب كلام المسيح عن القيامة كانوا رؤساء الكهنة والقادة اليهود اللي كانوا خايفين إن تلاميذه يروحوا يسرقوا جسد، وطلبوا إن القبر يتحط عليه حراسة. لكن محدش من التلاميذ كان مصدَّق!
هم دول اللي المسيح جالهم ببشارة القيامة...
جه لناس خايفة ومستخبية...
لناس جريت وهربت لما اتقبض عليه...
جه لناس مكانتش مصدقاه...
ودول كانوا أفضل أتباعه... يقول المسيح لمريم قول لإخوتي "إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ" (يوحنا ٢٠: ١٧) ... قد ايه المسيح كان مُحِب... مليان غفران وعنده رغبة قوية إنه يردُّهم مرة تانية للشركة معاه... بيسميهم إخوته ويقول على الله إنه أبوهم... مش بس كدة هو نفسه يظهر لهم ويقولهم "سَلَامٌ لَكُمْ" (يوحنا ٢٠: ٢١) وكأنه بيقول، "ايوة انت هربتوا وسبتوني... أيوة مصدقتوش كلامي، لكن أنا جاي أديكم سلام".
وبعدها راح موريهم علامات المسامير في إيديه وعلامة الحربة في جنبه وكأنه بيقولهم متخافوش أنا دفعت تمن خوفكم وعدم إيمانكم... وجاي أردكم لي تاني... ويقولهم تاني سلام لكم...
خبر قيامة المسيح مكانش لناس واثقة في نفسها وأقوياء...
لكن لناس ضعفاء مساكين... جبناء مش مصدقين...
هم دوول اللي محتاجين يسمعوا البشارة النهاردة تقولهم "المسيح قام، وغلب الموت والخطية والشيطان ...
المسيح جاي عشان يردنا ليه مرة تاني.