الافتخار بالرب
يحبُّ الله أن يفتخر الإنسان بهِ، ولكنه يكره أن يتفاخر الإنسان بنفسه. هناك سببان، على الأقل، يجعلان الله يبغضُ تفاخرَ الإنسان بنفسهِ!
- قراءة المزيدحول الافتخار بالرب
- قرأت 2355 مرة
يحبُّ الله أن يفتخر الإنسان بهِ، ولكنه يكره أن يتفاخر الإنسان بنفسه. هناك سببان، على الأقل، يجعلان الله يبغضُ تفاخرَ الإنسان بنفسهِ!
"إن بعض العقول الواهمة منتفخة بالكبرياء؛ حتى أنهم يرون أنفسهم حكماء جدًّا لدرجة أنهم يحتقرون النظر إلى كلمة الله أو الاستماع إليها أو التعلّم منها. يالها من وقاحة مؤسفة! فلن يمكننا أن نكون تلاميذ ربنا يسوع المسيح حتى ندرك أهمية تأصلنا فيه والاغتذاء به طوال حياتنا." -- كالفن
كل هذه الأعراض تختص بزماننا دون سواه. إنني أتحدى أن يُنكرها أي ملاحظ أمين. تميل هذه الأعراض لوضع اعتداءات العقيدة الفاسدة اليوم في فئة الخطورة الشديدة ولجعل الإعلان القائل: "لا تكونوا محمولين بتعليم غريب!" ذا أهمية كُبرى.
إن كنا غير راضين عن الحالة الحالية للكنيسة، ونعتقد أنّها فقدت رؤيتها... نحتاج أن نستعيد بإيجابيّة ما يجب أن تكون عليه الكنيسة!فما هي الكنيسة إذًا في طبيعتها وجوهرها؟ وما الذي يميِّزها؟ وما هي السمات التي تجعلها مختلفة؟
"عروس المسيح لا يمكن أن تكون زانية بل هي طاهرة ونقية. لا تعرف إلاّ بيتًا واحدًا، وترعى بحشمةٍ عفيفةٍ قدسية فراشٍ واحدٍ. فهي تحفظنا للرب. وتعيِّن الأبناء الذين ولدتهم للملكوت. أيًّا مَن انفصل عن الكنيسة والتصق بزانية هو منفصل عن مواعيد الكنيسة، ومَن تخلَّ عن كنيسة المسيح يفقد مكافآته. فهو غريب، مدنس وعدو.
أتذكّر أنني قمت بحوار مثير للجدل في يوم من الأيام مع صديق كان يعمل ضمن مؤسّسة مستقلة عن الكنيسة... سألته فأجاب بصراحته وشفافيته المعهودة، قائلًا: "إنّني لا أستفيد أي شيء حقًّا من بقية فترة العبادة." فسألته، "هل فكّرت يومًا في الانضمام إلى عضوية الكنيسة؟" أجاب وهو مذهول بشكل حقيقي وضحك ضحكة مكتومة بريئة وقال: "أنضمّ إلى الكنيسة؟ بصراحة لا أعرف سببًا يدفعني للقيام بهذا الأمر. أنا أعرف ما أنا هنا لأجله، وهؤلاء الناس سيُبطئون من مسيرتي فحَسْب."
تخيّل أن الله جالسٌ وسط الجماعة يستمع إلى عِظتك. ما التعبيرات التي ستظهر على وجهه؟ هل سيقول: "لم أقصد أن أقول هذا الكلام على الإطلاق من هذا المقطع." أم سيقول: "نعم، إن هذا ما كنت أقصده بالضبط."
كثير منا يرون قيامة المسيح بطريقة مشابهة - كأنما هي لطيفة بعض الشيء، نهاية سعيدة لقصة الإنجيل. كأنما تم استدعاء (سبيلبرج) ليضع النهاية بعد كل ظلمة الخيانة والإنكار والموت. وفي الخلفية يلمع غروب الشمس ويختفي.
وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ.
ربنا يسوع نشعر بالتضارب حيال تسمية يوم صلبك "عظيم". فحتمية وجود يوم تأخذ فيه دينونة خطايانا ليس عظيمًا مطلقًا، ولكن اختيارك الحُرّ كاملًا وتطوعيًا بوضع نفسك عنّا على الصليب هو أمر عظيم بما لا يُستقصى...